أكدت وزارة الصحة، أول أمس الخميس بكلية الطب بالدار البيضاء، أنها تعد لمشروع قانون يتعلق بالمساعدة الطبية على الإنجاب، وذلك استجابة لضرورة حماية النسل وارتفاع حالات الأزواج الذين يعانون من صعوبات في الإنجاب. وأكدت حفيظة يارتاوي، رئيسة البرمجة وأعمال تنظيم الأسرة بمديرية السكان التابعة لوزارة الصحة، أن الوزارة واعية بهذا المشكل وأن المشروع المذكور بلغ مراحل متقدمة من إعداده، حيث ستتم المصادقة عليه بعد أن تم التشاور بشأنه مع الهيئات المهنية المعنية وأنه حاليا تتم دراسة التعديلات والإضافات المقترحة. كما يحدد المشروع لائحة التقنيات المسموح بها وكذا الممارسات المحظورة من بينها الاستنساخ التناسلي والتبرع بالأمشاج. وأضافت يارتاوي أن الخدمات المقدمة حاليا للتكفل بالعقم والمسددة من قبل التأمين الصحي الإجباري هي الاستشارة الطبية والتحاليل البيولوجية والفحوصات بالأشعة، والمساعدة الطبية على الإنجاب واستدلت على ذلك ببنود موثقة وملزمة بالتعويض، غير أنها أكدت أنها فوجئت كغيرها بأنها «غير معوضة» عن طريق الشهادات التي أدلى بها بعض الأزواج وهو ما يتنافى مع تلك البنود. الإعلان عن هذا المشروع جاء خلال الندوة الوطنية الأولى التي نظمتها الجمعية المغربية للحالمين بالأمومة والأبوة بكلية الطب والصيدلة بمناسبة اليوم العالمي للأسرة الذي يصادف ال15 من ماي من كل سنة تحت عنوان «صعوبات إنجاب الأزواج في المغرب.. الإكراهات الطبية والاجتماعية»، حيث التأم عشرات الأزواج ممن يعانون من صعوبات في الإنجاب رفقة أفراد من عائلاتهم في لقاء امتزجت فيه الدموع بالعتاب، إذ عبروا عن معاناتهم النفسية والاجتماعية والتكاليف الباهظة للعلاج أو في إطار المساعدة الطبية على الإنجاب التي تتجاوز 30 ألف درهم والتي هي غير معوض عنها من طرف الصناديق الاجتماعية والمؤسسات الخاصة للتأمين على المرض، كل هذا يزيد من معاناة الزوجين في تحقيق حلمهما في الأمومة والأبوة ويجعلهما يستسلمان لقدر «الحرمان من كلمة ماما وبابا»، تقول إحدى الزوجات التي تعاني من صعوبات في الإنجاب منذ 10 سنوات. وتضيف أنها لجأت إلى القروض العائلية من أجل تحقيق هذا الحلم غير أنها أثقلت كاهلها وكاهل زوجها بديون ثقيلة دون أن يتحقق رجاؤها في ولادة طفل، وأخيرا استسلمت لقدرها في انتظار أن تتدخل الوزارة الوصية على القطاع لتقديم الدعم اللازم لهؤلاء الأزواج وفتح آفاق الحلم أمامهم من جديد في ظل تكاليف باهظة جدا غير معوض عنها، وهو حلم لن يتحقق، تضيف الزوجة نفسها، إلا إذا تكتلت جهود كل المتدخلين بما فيها مؤسسات التأمين للبحث عن سبل لإنصاف هذه الفئة الآخذة في الارتفاع. ويذكر أن هذه الندوة حضرها عدد من الأساتذة والدكاترة المتخصصين في مجال طب النساء والتوليد وأمراض وجراحة المسالك التناسلية وعلاج العقم والصحة النفسية وكذا الصيدلة الإحيائية حيث تم تقديم مجموعة من الشروحات عن أسباب صعوبات الإنجاب عند الزوجين وكذا الآثار النفسية والاجتماعية.