سماع كلمة «ماما» و «بابا»، هي حلم كل «زوج» يعقدان قرانهما على بعضهما البعض، ويسعيان إلى ترجمة الحب الذي يجمع بينهما في طفل أو طفلة يزيدان من درجات عمق ارتباطهما. إلا أن هذا الحلم قد يكون بعيد المنال لكن قابلا للتحقق عند البعض، في حين يكون مستحيلا للبتة عند البعض الآخر، الأمر الذي تكون له عدة عواقب نفسية واجتماعية متعددة الأبعاد، حيث قد يتحول هذا الحب إلى كراهية ينتج عنها الطلاق، أحيانا كرد فعل من الرجل دون أن يكون على وعي حتى بأن المشكل يكمن فيه وليس في زوجته، في حين هناك من الأزواج من يتقبلان الأمر ويساندان بعضهما البعض، لكن لايخفيان ضجرهما وتبرمهما من كثرة الأسئلة التي تواجههما في كل محفل التقوا فيه بمقربين من العائلة أو أصدقاء أو جيران، والتي تنصب كلها حول إن كانت هناك من استعدادات لاستقبال مولود لهما! 15 في المئة من المغاربة، أي ما يفوق 5 ملايين مغربي ومغربية يعانون من صعوبات في الإنجاب أو من العقم بالمطلق، وهو رقم مهول لوضع غير صحي، لاتتعامل معه مؤسسات التأمين على أنه مرض، بالرغم من المصاريف الباهظة والتكلفة المادية الكبيرة التي تتطلبها المتابعة الطبية وما ترافقها من فحوصات وأشعة وأدوية، وصولا إلى مصاريف التدخلات الجراحية او استعمال تقنية من تقنيات الإنجاب بالمساعدة الطبية كتقنية التخصيب الاصطناعي، التي تبقى كلها على كاهل المعنيين بالأمر الذين يجدون أنفسهم تحت وطأة الحرمان من الأمومة والأبوة، وتحت ثقل المصاريف المادية التي لاتسعف، ليزيد حجم معاناتهم وتتسع دائرته يوما عن يوم؟ بالمقابل يحقق الطب تقدما يوما عن يوم بفضل الأبحاث والمجهودات العلمية التي تبذل، والتي يعرف المغرب حضورا مهما فيها، لكنه حضور يبقى ضعيفا في بعض الواجهات مقارنة بدول مجاورة ، كما هو الحال بتونس فيما يخص تقنية اطفال الأنابيب، الامر الذي يتعين معه بذل مزيد من الجهد على المستويين المادي والمعنوي لتمكين المغاربة من السبل العلاجية المتاحة مع تكفل يغطي حاجياتهم، فضلا عن تدقيق المفاهيم وضبط الآليات القانونية حتى يتم وضع الممارسات الطبية المرتبطة بهذا المجال في إطارها المناسب.