أطلق جندي تابع للبحرية الملكية بالعيون النار على ستة من زملائه، عشية أول أمس الإثنين، أثناء مباشرته وإياهم مهمتهم في مراقبة المنطقة الساحلية، التي أصبحت تعرف تدفقا للمهاجرين السريين الساعين إلى العبور إلى الضفة الأخرى من جزر الكناري، حيث أردى أحدهم قتيلا على الفور، فيما أصاب الآخرين بجروح وصفت حالة ثلاثة منهم بالحرجة جدا، حسب مصدر أمني، وحالة اثنين آخرين بمتوسطة الخطورة، لينقل الجنود الجرحى إلى المستشفى العسكري الثالث بمدينة العيون. وقد أقدم الجندي الجاني بعد ذلك على وضع حد لحياتهم، مستعملا السلاح ذاته، وهو عبارة عن بندقية رشاشة. وحسب نفس المصدر، فإن هذا الحادث الذي وقع على بعد حوالي 45 كيلومترا شمال غرب مدينة العيون بمنطقة تسمى «الدزيرا» يعود إلى خلاف نشب بين الجاني وزملائه تجهل أسبابه إلى حد الساعة، فيما قامت الجهات المعنية بفتح تحقيق في موضوع إطلاق النار، باشره قائد المنطقة العسكرية. و يذكر أن الحادث تم التكتم عليه وأحيط بنوع من السرية الكبيرة، نظرا للحساسية التي تعرفها المنطقة، ولأن الثكنة التي وقع بها الاعتداء تعتبر نائية ومعزولة عن حركة المدنيين، باستثناء بعض الأشخاص الذين يمتهنون صيد الأسماك بطريقة تقليدية. وتعتبر حالة إطلاق النار هذه هي الأولى من نوعها، التي يرتكب فيها عسكري مجزرة ضد زملاء يشتغلون معه ضمن نفس السرية. و أضافت مصادر كانت قريبة من موقع إطلاق النار، أن طاقما صحفيا من قناة العيون الجهوية توجه إلى مكان الحادث فور وصول نبأ الاعتداء لتغطيته ضمن نشرة الأخبار المسائية التي تبث على شاشة القناة، لكن تم اعتراض طريقهم، وإخبارهم من طرف رجال الدرك الملكي أن الحادث وقع في منطقة عسكرية ولا يسمح للمدنيين بدخول مثل هذه الأماكن العسكرية المغلقة. ويذكر أن وحدات عسكرية تضم كلا من البحرية الملكية والدرك الملكي والقوات المساعدة، إضافة إلى عناصر من القوات المسلحة الملكية، أصبحت تحرس سواحل الأقاليم الجنوبية من المتسللين الذين يركبون قوارب خشبية تصلح بالكاد للصيد، ليعبروا بها المحيط الأطلسي وصولا إلى جزر الكناري التي تبعد عن الشواطئ الصحراوية بحوالي 100 كيلو متر، أي ما يناهز 12 ساعة من الركوب المستمر وسط البحر في أحسن الأحوال، إذا كانت الأجواء مواتية والجو صحوا، حيث تمكنت هذه القوات من الحد من انتشار الظاهرة والسيطرة على أجزاء كانت معروفة في السابق كنقاط عبور من طرف مهاجرين سريين ينتمون إلى دول إفريقيا جنوب الصحراء.