أخلى الدرك الملكي بمركز مهدية الشاطئ بالقنيطرة سبيل مسؤول نقابي، بعد اعتقاله يوم الخميس الماضي بالمركز الأمني، إثر دخوله في مشادات كلامية مع مندوب المكتب الوطني للصيد بميناء المهدية. وكشفت مصادر «المساء» أن «الخطاب سيترة»، الذي يشغل منصب نائب أمين مال نقابة بحارة المهدية التابعة للاتحاد الوطني للشغل، تم احتجازه، مباشرة بعدما كان بصدد الرد على الاتهامات التي كالها له المندوب المذكور، والذي لم يجد بدا من إشعار الدرك الملكي لاحتواء الموقف. وقالت المصادر إن النقابي تعرض لشتى أنواع التهديدات والسب والقذف، ولم يحرر رجال الدرك الملكي في شأنه أي محضر، حيث أخلوا سبيله، بعد مرور ساعة ونصف تقريبا على اعتقاله. وفي تصريح ل«المساء»، أدان المهدي الجواهري، الكاتب العام لنقابة بحارة المهدية، ما تعرض له عضو نقابته من مضايقات، ووصف الطريقة التي تعامل بها الدرك معه بكونها «استفزازية»، والمراد منها «تخويف» البحارة من العمل النقابي، وبعث رسائل مشفرة إلى من يهمهم الأمر بأن النقابة كيان غير مرغوب فيه ودعا الكاتبُ العامُ القائدَ الجهويَّ للدرك الملكي بالقنيطرة إلى التدخل العاجل، لوقف ما أسماه المتحدث ب«تجاوزات» مسؤولي الدرك البحري بميناء المهدية، مطالبا في نفس الوقت، الجهات المسؤولة بفتح تحقيق حول مجمل الخروقات والفساد المستشري في قطاع الصيد البحري بالمهدية. للإشارة، فقد سبق لمجموعة من بحارة المهدية أن لجؤوا إلى القضاء، ورفعوا شكايات عديدة ضد ما وصفوه ب«الطرد التعسفي» الذي تعرضوا إليه، مباشرة بعد تشكيلهم للجمعية المستقلة لبحارة المهدية، للدفاع عن مصالحهم وحقوقهم وتحقيق مكتسبات تحسن من أوضاع معيشتهم.