وركز عبد الهادي الناجي رئيس اتحاد الصحفيين في كلمة افتتاحية شكلت أرضية للنقاش على أن الوطن فوق كل اعتبار، نظرا لحاجة الفريق الوطني إلى جميع مكونات المجتمع المغربي والرياضي منه على وجه الخصوص منتقدا تحرك الأحزاب الظرفي كما حصل في نكسة غانا 2008 داعيا، إلى أن يبحث كل من موقعه عن دعم ومساندة أسود الأطلس، مذكرا بالمحطات المشرقة للكرة المغربية في السبعينيات والثمانينات وكيف تألق أبطال مثل سعيد عويطة وتألق الفريق الوطني في كأس أمم إفريقيا 2004 حين خرج الملايين بهيستيريا شكلت جرعات من المواطنة التي هي مطلوبة اليوم أكثر من أي وقت مضى. وتولى تنشيط الندوة التي احتضنها المركز الثقافي أكدال بالرباط وحضرها لاعبون دوليون سابقون ومدربون وطنيون وشخصيات سياسية وإعلامية وممثلون عن جمعيات الأنصار والمحبين، والزميل محمد زوكار الذي أعطى الكلمة بعد ذلك لمحمد الكرتيلي نائب رئيس المجموعة الوطنية لكرة قدم النخبة الذي ركز تدخله على ضرورة أن يكون هناك انسجام بين الإمكانيات والطموح والأهداف المسطرة. وانتقد الكرتيلي الذي فشل عدة مرات في بلوغ قبة البرلمان أداء ممثلي الأمة الذين لا يتحركون إلا إذا كانت هناك أزمة، في حين أن البرلمان بغرفتيه لم يعقد ولو جلسة واحدة من اجل تدارس الرياضة داعيا إلى إعادة النظر في سياسة تهييء الفريق الوطني بالابتعاد عن الارتجال لأنه لدينا لاعبون مرموقون في غياب منتخب قوي عكس ما هو موجود بمصر بطلة إفريقيا في السنتين الأخيرتين حيث لا تتوفر على نجوم، لكنها تتوفر على منتخب متجانس وأشار الكرتيلي إلى أن عهد الصدفة قد انتهى بعد أن كان المغرب أول بلد يصدر لاعبا إلى الخارج في شخص العربي بنمبارك قبل أن تسبقه حاليا دول لم تكن موجودة أصلا. وقال عبد العزيز المدني عن حزب العدالة والتنمية أن المغرب لا يتوفرعلى سياسة عمومية حول الرياضة وليس اعتماد الميزاجية، خصوصا في الرياضة الجماهيرية الأولى التي تجمع كل مكونات الأسرة خاصة عندما يتعلق الأمر بمباريات الفريق الوطني. وذكر المتحدث بأن حزبه مع الإطار الوطني لأن المغرب قد راكم ما يكفي لكي يوفر أطرا تقنية قادرة على رفع التحدي، مشددا على أن تألق المنتخب الوطني ينبغي أن يتم وفق نسق عام و ليس لحادث ظرفي. وركز حمادي حميدوش اللاعب الدولي والمدرب الوطني السابق على دور الإعلام في مساندة وحمل الفريق الوطني كي يحقق أفضل النتائج وبالتالي الحضور في أرقى التظاهرات، مذكرا بإقصاء الفريق الوطني في 1982 أمام الكاميرون حيث تضافرت أسباب سياسية ومواقف إعلامية في التأثير سلبا على حظوظ الفريق الوطني الذي كان قد حل ثالثا في كأس إفريقيا بنيجيرا 1980 حميدوش قال «إن الفريق الوطني آنذاك قد حرم من الاستفادة من جماهيره الغفيرة بالدار البيضاء بسبب الأوضاع الاجتماعية ليتم إجراء اللقاء بملعب القنيطرة الصغير ثم الهجوم الذي مارسته الصحافة على فونتين شهرا قبل المواجهة لتتغير معالم المنتخب ويحصل ما حصل. وأشار حميدوش إلى أن لاعبينا الحاليين بالمنتخب تنقصهم الثقافة الكروية الإفريقية، مما يفرض مستقبلا أن تتم برمجة مباريات ودية بالأدغال الإفريقية، داعيا الإعلام إلى أن يكون إيجابيا وأن يستفيد من تجربة الإعلام الفرنسي بعد الإخفاق في مونديال، 1974 حيث اتفقت الصحف هناك على اختيار ميشيل بلاتيني نجم حقبة بكاملها رغم أنه كان لاعبا عاديا يتقن أكثر الضربات الثابتة من أجل أن تدعم الصحف مداخيلها بازدهار وتألق الرياضيين، داعيا الإعلام إلى أن يشجع أكثر وأن لا يمارس التشويش. وأخذ محمد مغودي الزميل الإعلامي، الذي تحدث هذه المرة بلسان الحزب الاشتراكي الموحد، للرد بالخصوص على ما جاء في مداخلة الكرتيلي إذ اتهمه أنه من صناع الفشل من خلال السنوات الطويلة للتسيير التي قضاها بالجامعة وحاليا بالمجموعة وهاجم مغودي من اعتبرهم مجموعة الفاشلين الذين فشلوا في تدبير ملف تأهيل كرة القدم، رغم أن حكومة جطو قد وضعت إمكانيات مالية كبيرة، داعيا إلى تأهيل الإعلام الرياضي بعيدا عن السمسرة. ورد الكرتيلي على هذا التدخل بالقول، إنه منذ عهد بنزروال تم تعيين من ترأس الجامعة جرى تعيينه وبالتالي فإن التقييم خارج مؤسسات ديمقراطية لا يستقيم. مذكرا بأن الرسالة الملكية إلى المناظرة إلى جانب تحدثها عن المسيرين فإنها قد خصصت الحيز الأكبر للدولة وما ينبغي أن تقوم به في جانب التجهيزات والمرافقة المالية والترسانة القانونية، وشدد على أنه كان وراء تولي بادو الزاكي مسؤولية الإشراف التقني على الفريق الوطني في 2004 وسط رفض قوي من إعضاء آخرين لخيار مغربة الأطر. وركز الدكتور محمد قعاش على الجوانب، والآثار الاقتصادية للإنجاز الرياضي خاصة في كرة القدم بناء على تجارب دقيقة بفرنسا. وتدخل ضمن فعاليات هذه الندوة التي نظمت بالشراكة مع جريدة النخبة كل من يوسف المريني مدرب الجمعية السلاوية وحسن مومن المدير الرياضي لفريق الفتح الرباطي والزميل مصطفى البيوضي الإطار بوزارة الشباب والرياضة وفعاليات أخرى.