أخيرا، انتهى مسلسل الإعلان عن المدرب المقبل للمنتخب الوطني، بإسناد المهمة للمدرب بادو الزاكي، الذي ظل اسمه يوضع على رأس قائمة المرشحين لتدريب المنتخب الوطني، دون أن يكتب له ذلك، غير أن الثالثة كانت ثابتة هذه المرة، وعاد الزاكي ليتولى المهمة، حيث ستوضع آمال كبيرة على عاتقه، ليعيد الهيبة للمنتخب الوطني ويضعه على الطريق الصحيح، وينهي مسلسلا من الانكسار دام عشر سنوات، لمكر الصدف، هي المدة الزمنية التي ابتعد فيها عن المنتخب الوطني. لقد تابعنا على امتداد الأسابيع الماضية، الكثير من الأخبار والكثير من الإشاعات التي تنصب هذا المدرب أو ذاك، بل إنه إلى غاية يوم أمس ظلت «ماكينة» الإشاعات تشتغل، بعد حديث عن تعاقد مع الإيطالي جيوفاني تراباتوني، قبل أن يأتي الضوء الأخضر من الجهات العليا التي رفع لها فوزي لقجع تقريرا يتضمن أسماء المرشحين لتدريب المنتخب، ويتم الإعلان عن الزاكي بادو مدربا، بعد أن كان عديدون يروجون في وقت سابق أن التعاقد مع الزاكي غير ممكن، وأن السبب هو أنه مغضوب عليه من جهات عليا، دون أن يكشف هؤلاء سبب هذه الغضبة التي يتحدثون عنها. لم تقتصر الجامعة على تعيين الزاكي فقط، بل إن الطاقم التقني الذي سيشتغل معه مغربي صرف، فسعيد شيبا الدولي السابق سيعمل مساعدا له، وهي المهمة التي سيقوم بها أيضا مصطفى حجي الحاصل على الكرة الذهبية لأفضل لاعب إفريقي، كما أن مدرب حراس المرمى، هو خالد فوهامي، واحد من لاعبي الجيل الذهبي الذي قاده الزاكي في كأس إفريقيا للأمم 2004، هذا دون الحديث عن أن من سيشغل مهمة منسق للمنتخب الوطني هو عزيز بودربالة، الإسم الذي له رنين خاص في كرة القدم الإفريقية، ناهيك عن أن المنتخب المحلي سيقوده امحمد فاخر، على أن تسند مهمة المنتخب الأولمبي لمصطفى مديح. إنها اختيارات، أشبه بالحلم الجميل، فهذه الأسماء لها مكانتها وتحظى بالاحترام من طرف المغاربة، ووجودها سيشكل قوة دفع مهمة. لكن المهمة لا تنتهي فقط عند اختيار الزاكي مدربا للمنتخب الوطني، بعقد يمتد لثلاث سنوات. إن النجاح في المهمة يحتاج إلى تظافر لجهود جميع المكونات، وإلى أن تكون مصلحة المنتحب الوطني والكرة المغربية هي العليا، فالمدربون المغاربة الذين تم اختيارهم لقيادة المنتخبات الوطنية عليهم أن يضاعفوا الجهود وأن يعملوا كفريق عمل، همه الأول والأخر ليس النجاح الشخصي ولكن نجاح الكرة المغربية. لقد سبق للزاكي وفاخر ومديح أن قادوا المنتخب الوطني، وهم يعرفون أكثر من غيرهم ما معنى أن تقود منتخبا وطنيا، ويعرفون كيف أن هناك العديد من المتربصين ممن تهمهم مصلحتهم الشخصية، وليس مصلحة المغاربة، بل إن هناك من يقول اليوم:» بغيتو الزاكي ها هو». فعلا لقد نادى قطاع واسع من المغاربة باسم الزاكي، لأن جامعة الجنرال بنسليمان وعلي الفاسي الفهري أمضت عشر سنوات من العبث، دون أن ينجح أي من المدربين الذين تعاقدت معهم في زرع البسمة على شفاه المغاربة، لذلك يعرف الزاكي أنه تسلم قنبلة موقوتة، وأن عليه أن يمضي بهذا المنتخب في الطريق الصحيح، ليغلق أفواه المتربصين، ولا يخدل المغاربة الذين طالبوا بعودته. بالتوفيق للزاكي وفاخر ومديح.