بعد أسبوع من الإنتظار.. و بعدما كان الزاكي بادو يستعدّ لسماع تأكيد الخبر السّعيد.. جاءت الصّدمة القويّة مساء السبت الأخير. فالجامعة.. جامعة علي الفاسي الفهري تقلب الطاولة من جديد على بادو الزاكي، الذي كان مطلباً شعبياً لسنوات. جامعة الفهري تدير ظهرها للجمهور المغربي و تضرب الزاكي برشيد الطاوسي. معلنةً الأخير مدرباً للمنتخب على حساب الأوّل. لن نجادل اليوم في أنّ رشيد الطاوسي من بين أكثر المدربين المغاربة الذين يستحقّون تدريب الفريق الوطني، و يستحق اليوم أن يكون على رأس الإدارة التقنية للمنتخب. و شخصياً كنت مع إسناد مهمّة تدريب الفريق الوطني للطاوسي يناير الماضي، بعدما جرّنا إيريك غيريتس لدلّ و مهانة كبيرين في "كان2012". فأنذاك كان يجب إعطاء الطاوسي فرصة تدريب الفريق الأوّل بعدما جَرَّبنَا قبله بادو الزاكي و محمد فاخر و مصطفى مديح و فتحي جمال، و حسن مومن مع جمال السلامي و الحسين عموتة و عبد الغني الناصري، و قبلهم حمادي حميدوش و عبد الخالق اللوزاني و مصطفى بليندة، "الله يرحمو"، و غيرهم. فبقي الطاوسي.. و رغم أنّه قاد المنتخب المغربي للفوز بكأس أمم إفريقيا للشباب، ثم خّط مساراً تاريخياً الموسم الماضي مع فريقه السابق المغرب الفاسي الذي قاده للفوز بثلاثة كؤوس: كأس العرش و كأس الكاف و كأس السوبر الإفريقي، فإنّ الجامعة الموقّرة لم تتجرّأ على منحه الفرصة في السابق.. و لو فرصة صغيرة. لا جامعة "الجينرال" آمنت بالطاوسي و لا جامعة "مول الما و الضّو" صدّقت الطاوسي. و هنا يجب أن لا ننسى أن رشيد الطاوسي الذي مرّ بتجربة مهنية مميزة بالإمارات كمدير لنادي العين، و هو دكتور في الرياضة، قدّم لدى عودته من الإمارات مشروعاً طموحاً للجامعة المغربية قصد إصلاح الكرة الوطنية، لكنّها لم تكترث له أنداك. فلماذا الطاوسي اليوم يا جامعة؟؟ مباشرة بعد الإعلان الرسمي عن الإنفصال عن المدرب البلجيكي إيريك غيريتس، مساء السبت 15 شاتنبر 2012، ظهر اسم بادو الزاكي بقوّة من جديدة على الساحة. فالرّجل ظلّ مطلب الجماهير المغربية و المرشح رقم 1 لتدريب الفريق الوطني من قبل الجمهور منذ 2004. و لإمتصاص الغضب الجماهيري، و حتى لا يتحوّل المطلب الشعبي هو إسقاط الجامعة، سارعت الأخيرة لتسريب خبر إختيارها لبادو الزاكي مدرباً، كان ذلك يوم الأحد. بعدها ستعود الجامعة يوم الإثنين لتطرح أسماء أربعة مدربين تقول أنهم يتنافسون على تدريب المنتخب أنذاك. و في نفس اليوم تم الكشف، من خلال تسريبات الجامعة دائماً، عن حدف اسمي عزيز العامري و امحمد فاخر، و أن اختيار المدرب الجديد انحصر بين الزاكي و الطاوسي. و في الساعات التي أعقبت ذلك بات إختيار بادو الزاكي شبه مؤكدٍ في إنتظار الإعلان الرسمي. و إلى غاية صبيحة يوم الخميس كان اختيار الجامعة هو بادو الزاكي، لكنها لم تعلن ذلك. و تمّ تأجيل كلّ شيء إلى غاية يوم السبت، في إنتظار مصادقة الجهات العليا في البلاد. و في ساعات تغيّر كلّ شيء و تحوّل الإختيار من الزاكي إلى الطاوسي.. و الإختيار لا هو للجامعة، و لا للجنة عبد الإله أكرم الذي لم ينجح حتى في إيجاد مدرّب لفريقه الوداد.. القرار جاء من فوق. و الجامعة المسكينة تلعب دور الكومبارس، في قرارات تسقط كالمطر من فوق. على العموم.. "رشيد الطاوسي يستاهل، و الله حتى يستاهل." هاردلاك للجامعة و هاردلاك للزاكي.. و ألف مبروك لرشيد الطاوسي تدريب المنتخب و أتمنى لك التوفيق. صفحة الكاتب على موقع فيسبوك للتواصل الإجتماعي