تكاد تكون مختلف الأحزاب المغربية متوفرة على مجموعات من هذا النوع على موقع «الفيس بوك»، كتلك التي تشكل الحكومة المغربية، مثل حزبي الاستقلال والاتحاد الاشتراكي، وكذلك الأحزاب التي تنتمي إلى صفوف المعارضة، خاصة حزب العدالة والتنمية، الذي أسس شبابه «مجموعات للنقاش»، يقدمون من خلالها برنامج حزبهم ومواقفهم، ويتبادلون من خلالها وجهات النظر مع أشخاص آخرين ليس لهم نفس الانتماء السياسي أو الإيديولوجي. ويضم موقع «الفيس بوك» كذلك مجموعات تابعة ل«الحزب الاشتراكي الموحد» اليساري، وأخرى تعرف ببرنامج وتوجه حزب «الأصالة والمعاصرة» الذي أسس حديثا وأثار جدلا كبيرا بين الفاعلين السياسيين في المغرب. يبدو أن الحملات والصراعات السياسية بين الأحزاب المغربية قد انتقلت إلى شبكة الأنترنيت، بعد أن قام عدد من الساسة الشباب المغاربة، المنتمين إلى أحزاب سياسية مغربية مختلفة، بتأسيس مجموعات للنقاش على موقع «الفيس بوك»، متجاوزين بذلك منطق الطرق التقليدية في العمل الحزبي، ومنخرطين في أسلوب جديد في التعامل السياسي. الهدف من هذه المجموعات، حسب هؤلاء الساسة الشباب، هو التواصل والتعريف بأحزابهم وبرامجها السياسية لدى الرأي العام، وتبادل النقاش ووجهات النظر مع زوار موقع «الفيس بوك»، المعروف ببعده الاجتماعي وبطبيعة زواره المنتمين إلى كل القارات. وتسمح مجموعات «الفيس بوك» لأي مواطن منخرط في الموقع بالتعرف على أحزاب مغربية عدة على اختلاف مبادئها وتوجهاتها السياسية، والانسحاب منها في أي وقت يريده، كما تمكن هذه «المجموعات السياسية» من الإدلاء بالرأي والتعليق على مختلف الأحداث بكل حرية. وتكاد تكون مختلف الأحزاب المغربية متوفرة على مجموعات من هذا النوع على موقع «الفيس بوك»، كتلك التي تشكل الحكومة المغربية، مثل حزبي الاستقلال والاتحاد الاشتراكي، وكذلك الأحزاب التي تنتمي إلى صفوف المعارضة، خاصة حزب العدالة والتنمية، الذي أسس شبابه «مجموعات للنقاش»، يقدمون من خلالها برنامج حزبهم ومواقفهم، ويتبادلون منخلالها وجهات النظر مع أشخاص آخرين ليس لهم نفس الانتماء السياسي أو الإيديولوجي. ويضم موقع «الفيس بوك» كذلك مجموعات تابعة ل»الحزب الاشتراكي الموحد» اليساري، وأخرى تعرف ببرنامج وتوجه حزب «الأصالة والمعاصرة» الذي أسس حديثا وأثار جدلا كبيرا بين الفاعلين السياسيين في المغرب. ويبدو، من خلال الاطلاع على التعاليق التي يحملها موقع المجموعات السياسية «الفيس بوك»، حرارة النقاش مرتفعة وأنها تسلط الضوء على قضايا عدة تفرضها الأحداث الجارية، كتلك المتعلقة بكل من موقف حزب العدالة والتنمية المناهض لبعض المهرجانات التي تنظم كل سنة ببعض مدن المغرب، والجدل بخصوص إمكانية تحالف الحزب الإسلامي مع حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ذي التوجه اليساري والمشارك في الحكومة الحالية، بالإضافة إلى الجدل الذي أثير في الموقع المذكور حول الصراع الأخير بين حزبي الاستقلال والاتحاد الاشتراكي. ويرى عبد اللطيف بنصفية، أستاذ الاتصال المؤسساتي، أن ظاهرة انتشار المجموعات السياسية على «الفيس بوك»، بما هي انفتاح على تكنولوجيا الإعلام والاتصال لشباب ينتمون إلى أحزاب سياسية، «تنم عن إرادة من أجل تغيير أدوات الاتصال السياسي، خاصة وأن النقاش الحزبي في المغرب ضيق، ويتعلق أساسا بأحداث جارية وليس بأحداث فكرية». ويظل القاسم المشترك بين مؤسسي «مجموعات الفيس بوك» هو تفادي الخوض في الصراعات الهامشية والتركيز على نقاش يمكنه أن يساهم في الارتقاء بالوضع السياسي المغربي. ويرى مراد العجوطي (20 سنة)، مؤسس مجموعة حزب الأصالة والمعاصرة على «الفيس بوك»، في تصريح ل«المساء»، أن الدافع وراء تأسيسه لهذه المجموعة هو «خلق فضاء لمناقشة الأفكار، وبناء جسر تواصل بين المنخرطين المفترضين والأجهزة المركزية للحزب، بالإضافة إلى مواكبة الأنشطة السياسية للحزب». ويفسر مراد العجوطي ظاهرة الإقبال على المجموعات السياسية لحزب الأصالة والمعاصرة على «موقع الفيس بوك» ب«مشاركة الحزب في أكبر فريق برلماني بمجلس النواب، وهو «تجمع المعاصرة» الذي يجمع حزبه بحزب التجمع الوطني للأحرار، بالإضافة إلى «تعطش المجتمع المغربي بكل أطيافه لكل مشروع سياسي جديد، ولكن شرط أن يلمس فيه حس المسؤولية والرغبة في خدمة الوطن». وينتقل النقاش في بعض مجموعات «الفيس بوك» السياسية إلى الوضع الداخلي والمشاكل التنظيمية التي تعرفها بعض الأحزاب السياسية، حيث أسس عادل حسني، الناشط في صفوف شبيبة حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، مجموعات سياسية تسلط الضوء على ما أسماه ب«المشاكل التي يتخبط فيها الحزب وشبيبته»، بالإضافة إلى تعريف الشباب المغربي بمنظمة الشبيبة الاتحادية. ومن نتائج هذا الانفتاح على الشباب المغربي، عبر الموقع الاجتماعي، «التحاق العديد من الشباب المغاربة وانخراطهم في منظمة الشبيبة الاتحادية، في خطوة أولى لالتحاقهم بالحزب»، على حد قول عادل حسني الذي يعتبر أن المجموعات التي أسسها «فتحت فضاء ينشر أخبار حزب الاتحاد الاشتراكي، ويناقش بكل حرية المشاكل التنظيمية التي يعرفها الحزب، بعيدا عن الهياكل الحزبية التقليدية». ويرى عبد اللطيف بنصفية أن «الأحزاب السياسية المغربية لم تأخذ مأخذ الجد تكنولوجيا الإعلام والاتصال، ولا تريد فتح نقاش عمومي». ويستدل في هذا الإطار ب«عدم مشاركة السياسيين في النقاش الذي يدور داخل هذه المجموعات»، ويضيف أن «التعبير السياسي عند النخبة السياسية يظل موسميا، وليس هناك وجود لحوار تفاعلي بينها وبين المواطنين». وفي تعليقه على المجموعات السياسية التي أسسها شبان مغاربة على موقع «الفيس بوك»، يعتقد بنصفية أن «النقاش داخل هذه المجموعات لازال مشتتا، الشيء الذي يحد من فعاليته، لأنه، في حالة هيكلته وتنظيمه، سيدفع السياسيين إلى التفاعل مع النقاش الدائر بهذه المجموعات، خاصة وأن الأحزاب السياسية في المغرب لا تأخذ، في الغالب، مطالب الشباب المنتمين إليها على محمل الجد». وتكشف المجموعات السياسية للشباب المناضلين في الأحزاب المغربية على موقع «الفيس بوك»، عن رغبتهم في التواصل والانفتاح المتبادل، كما ترفع الستار عن الهوة الفاصلة بين هؤلاء الشباب السياسيين وقياداتهم السياسية على مستوى آليات العمل وأساليب التواصل السياسي.