أرقام مثيرة كشف عنها ربيع لخليع، المدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية، خلال الندوة الصحافية التي عقدت بالرباط يوم الجمعة المنصرم. فالرجل دافع بقوة عن جودة الخدمات التي يقدمها المكتب، مؤكدا أن نسبة رضا المسافرين وصلت إلى 77 في المائة خلال سنة 2013، فيما بلغت نسبة القطارات التي تصل في الموعد 80 في المائة. إن مقارنة بسيطة بين واقع قطارات لخليع والأرقام التي تحدث عنها مدير المكتب تكشف عن هوة كبيرة، فعن أي رضا للمسافرين يتحدث هذا الأخير؟ هل هو الرضا عن القطارات التي تخلف دائما مواعيدها؟ أم هو الرضا عن السفر الذي يتحول في الغالب إلى قطعة من جحيم عبر وسيلة نقل لا تضمن أدنى شروط الكرامة لركابها، خاصة في ظل الاكتظاظ وانعدام التكييف والروائح الكريهة المنبعثة من مراحيضها التي تزكم الأنوف؟ أم هو الرضا عن المأكولات التي تباع داخل القطارات بأثمنة خيالية وتفتقر إلى أدنى معايير الجودة والسلامة؟ لا يعقل، إذن، أن يدفع المواطن المغربي ثمن تذكرة تعد الأغلى في العالم دون الاستفادة من خدمات بسيطة تحقق نسبة ضئيلة في أمانيه وأحلامه، أقلها أن يسافر وهو جالس في مقعد مريح داخل مقطورة مكيفة في قطار يصل في مواعيد مضبوطة. هذه هي الأماني البسيطة ل 100 في المائة من زبناء قطارات لخليع، والتي نتمنى صادقين أن تأخذ بعين الاعتبار مستقبلا، مادام المكتب الذي يسهر على تدبيره ربيع لخليع يحقق أرباحا تتجاوز 148 مليون درهم.