منذ أيام، يعرف وسط مدينة الدارالبيضاء رواجا تجاريا غير معهود، والسبب لا يرجع إلى ارتفاع في معدل نمو الحركة التجارية في الدارالبيضاء أو عودة مركز المدينة إلى سابق عهده حينما كانت هذه المنطقة تغري العديد من سكان الدارالبيضاء بزيارتها لاقتناء مشترياتهم، ولكن بكل بساطة بسبب موسم التخفيضات في مجموعة من المحلات التجارية. سلع معروضة في شارع مولاي عبد الله والأزقة المحيطة به، أصوات الباعة ترتفع من حين لآخر لاستقطاب أكبر عدد من الزبائن، هذا هو المنظر الذي يعيشه منذ أيام وسط المدينة والذي سيدوم إلى حدود الأحد المقبل. موسم التخفيضات بالنسبة إلى فئة كبيرة من البيضاويين تعد فرصة لاقتناء بعض الملابس والأحذية، حيث يسعى أصحاب محلات تجارية في هذه المنطقة إلى بيع أكبر عدد من سلعهم في هذه الفترة من السنة، وذلك بهدف تجديد الدماء وجلب سلع جديدة. وكشف علي بوفتاس، رئيس جمعية الصفا للتجار وأرباب المهن الحرة المنظمة لهذا الموسم بتنسيق مع غرفة الصناعة والتجارة والخدمات ل"المساء" أنه يتم توقيع التزام مع المحلات التجارية المشاركة في هذا الموسم من أجل إخراج السلع الموجودة في المحلات وعدم كراء المكان الموجود أمام المحل لأي شخص، وأضاف، في التصريح ذاته، أنه يتم تنظيم هذا الموسم بتزامن مع العطلة الربيعية من أجل ضمان نوافذ أكبر عدد من الزبائن، وأوضح أن أرباب حوالي 130 محلا تجاريا يشاركون في موسم التخفيضات التي تتراوح بين 50 إلى 70 في المائة من قيمة السلع. وقال أحد المواطنين "الفكرة جيدة، فهناك سلع بأثمنة في المتناول، وهي مناسبة لاقتناء بعض الأحذية المعروضة للبيع"، لكن صديقه لا يوافقه الرأي، إذ قال "السلع المعروضة بهذه المناسبة ليست جيدة ولا أفضل شراءها، لأنها ليست ذات جودة عالية". وليست هذه السنة الأولى التي يقام فيها موسم التخفيضات بهذه المنطقة من قبل الجمعية المنضمة له، بل إن الأمر أصبح سنة سنوية، وهو الأمر نفسه المطبق في العديد من المدن الأوربية، حيث يقام من حين إلى آخر موسم للتخفيضات في مجموعة من المحلات التجارية، وهو الأمر الذي يساعد، حسب مصادر مهتمة بهذا المجال، في إحداث حركة تجارية في المدينة. وكان تجار بشارع مولاي عبد الله أكدوا على ضرورة إعادة الاعتبار لهذا الشارع والمناطق المحيطة به، بمحاربة بعض الممارسات التي تؤثر على صورة هذه المنطقة، وقال بوفتاس "تدريجيا ترجع الثقة في وسط المدينة، خاصة مع المجهودات الأمنية الأخيرة، ونطالب بضرورة إحداث مركز أمني في شارع مولاي عبد الله". وفي سياق متصل بالمركز التقليدي لوسط مدينة الدارالبيضاء، أوضح مصدر مطلع ل"المساء" أن هناك إرادة لرد الاعتبار لهذه المنطقة التي عانت لسنوات طويلة من التهميش ولم تعد تختلف عن باقي المناطق المحيطية للمدينة، وأكد أنه من اللازم إعادة الاهتمام بمركز المدينة الذي يعد واجهة العاصمة الاقتصادية. وشعر مراقبون لما يجري في الدارالبيضاء بمخاوف كثيرة حول مستقبل وسط المدينة، لاسيما بعد الاهتمام الذي عرفته منطقة "التوين"، وقال أحد المهتمين بالشأن المحلي" لابد أن يتم إحداث مجموعة من مراكز وسط المدينة ولا يتم التركيز على منطقة دون أخرى".