باشرت الجمعية الوجدية للطفولة المغربية والشباب، بتنسيق مع نيابة وزارة التربية الوطنية بوجدة، حملة واسعة لمحاربة استهلاك «القرقوبي» تحت شعار «جميعا من أجل مكافحة الأقراص المهلوسة بالمؤسسات التعليمية، انطلقت من الثانوية التأهيلية وادي الذهب بوجدة يومي 10 و11 أبريل الجاري. حمو العلاوي، مدير مستشفى الأمراض العقلية والنفسية بوجدة، أوضح أن النشاط يأتي في إطار محاربة ظاهرة استهلاك المخدرات التي بدأت تستفحل بشكل مخيف وبرزت آثارها المرعبة على الأفراد والأسر والمجتمع، إضافة إلى مصاريف العلاج كما أصبحت السجون مليئة بالشباب المدمن على المخدرات والمقترف للجرائم. وأضاف أن المغرب واع بمخاطر هذه الظاهرة، إذ أصبح يوفر مؤسسات الاستماع ومراكز لعلاج المدمنين وينظم حملات تحسيسية، «لكن مقاربة هذا الموضوع يجب تكون شمولية وتشاركية مع جميع مكونات المجتمع المدني، كما يجب اعتماد استراتيجية طويلة الأمد مع عمليات التتبع، كما على الشاب أن يكون شرطي نفسه ويراقب سلوكاته ويتجنب ما يضره». وأشار مدير المستشفى إلى أن الأخطر والأغرب في هذه الظاهرة هو انتشار آفة استهلاك «القرقوبي» وسط الفتيات. من جهتها، ذكرت كريمة إدريسي، نائبة الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بوجدة، المنسقة الجهوية للخلية الجهوية للتكفل القضائي بالنساء والأطفال ضحايا العنف، بدور الخلية القضائية في مناهضة المخدرات كسبب من أسباب العنف واستعرضت بعض التدابير العلاجية المتمثلة في تفعيل الصلح والوساطة في الخلافات الأسرية والزوجية تفاديا للتفكك الأسري مع إحالة المعتدي المدمن على استهلاك المخدرات على الطبيب النفسي أو مركز طب الإدمان قصد العلاج، وإحالة الضحايا من النساء والأطفال على مركز طب الإدمان في حال ثبوت تعاطيهم للمخدرات، وإحالة الأحداث المدمنين على مركز طب الإدمان قصد العلاج من طرف مركز حماية الطفولة وتتبع أوضاعهم من طرف الخلية القضائية، وإحالة الأحداث المدمنين المودعين بالجناح الخاص بالسجن على الطبيب النفسي بخلية العنف. ومن جهته، ركز عبد الشكور لخمليشي، ممثل المجلس العلمي بوجدة، على أحكام الشريعة الإسلامية، استنادا إلى الكتاب والسنة، لتحريم المخدرات بحكم أنها مضار وخبائث ولم يثبت أن فيها منافع بل تتسبب في إتلاف العقول والصحة الجسدية ومصدر للجرائم وإهدار للمال وتفكيك للأسر. تضمن برنامج الحملة التحسيسية معرضا للملصقات والصور والكتب مع توزيع مطويات، وحملة للتوعية والتحسيس عبر لقاءات مفتوحة مع التلاميذ، ومداخلات لممثل وزارة الصحة وممثلة وزارة العدل حول الجانب القانوني والاقتصادي وممثل المجلس العلمي في الجانب الاجتماعي الشرعي وورشات. وموازاة مع ذلك تنظم مباريات رياضية في كرة القدم ذكورا وإناثا وفي كرة السلة وكرة اليد وسباق الماراطون تختتم بأمسية فنية توزع خلالها جوائز على الفائزين في الأنشطة الرياضية.