تدخلت وزارة الداخلية لتمنع محاضرة نظمها الفصيل الطلابي لجماعة العدل والإحسان، يوم الجمعة الماضية، استضاف خلالها الداعية عبد الله نهاري، قبل أن يتحول المنع إلى مواجهات بالحجارة بين الطلبة وعناصر من القوات العمومية. وأوضحت مصادر مطلعة في اتصال مع «المساء» أن محاضرة كان سيؤطرها نهاري بكلية الحقوق تم منعها من قبل إدارة الكلية، بداعي اقتراب موعد الامتحانات، قبل أن يتم نقل النشاط الطلابي صوب كلية الآداب والعلوم الإنسانية. وخلال نقل المحاضرة، التي كان من المفترض أن تلقى حول موضوع «الشباب قيمة القيم في زمن الفتن»، تلقى طلبة جماعة العدل والإحسان قرارا يقضي بمنع النشاط الطلابي من قبل إدارة الكلية، وهو الأمر الذي رفضه الطلبة العدليون، مما جعلهم ينقلون نهاري ومرافقه صوب ساحة فسيحة، حيث تجمع حوله أزيد من 120 طالبا، وهناك ألقى الداعية كلمة أشاد فيها بحركية الشباب «في مجال الدعوة إلى الله». وأوضحت مصادر طلابية في اتصال مع «المساء» أنه قبل أن يختم الداعية كلامه قام عناصر من الإدارة العامة للأمن الوطني ووزارة الداخلية بتفريق جموع الطلبة، وطلبوا من الداعية الوجدي مغادرة الكلية، إذ قاموا باصطحابه إلى الخارج، حينها شاع خبر اعتقال نهاري ومرافقه، الأمر الذي أشعل نار الاحتجاجات الطلابية، إذ تم تنظيم مسيرة تنديدية شارك فيها طلبة ينتمون لفصيل العدل والإحسان بكليتي الحقوق والآداب والعلوم الإنسانية. وحسب معلومات حصلت عليها «المساء» فإن الداعية نهاري لم يتم اعتقاله من قبل المصالح الأمنية، وإنما تم تأمين مغادرته للكلية، التي كانت تشتعل غضبا، خصوصا بعد اندلاع احتجاجات طلبة جماعة العدل والإحسان. وبعد مرور حوالي ربع ساعة من منع المحاضرة، اندلعت مواجهات بين القوات العمومية وفصيل العدليين، الذين رفضوا قرار إدارة كلية الآداب والعلوم الإنسانية، لتتحول جنبات الكلية المذكورة إلى حلبة مواجهات وتراشق بالحجارة بين طلبة العدل والإحسان والقوات العمومية، التي طاردت الطلبة باستعمال دارجات النارية. وتشير المعلومات المؤكدة، أن المواجهات أسفرت عن إصابات في صفوف الطرفين، في الوقت الذي نفى مصدر طلابي في اتصال مع «المساء» تسجيل أي اعتقالات في صفوف طلبة العدل والإحسان.