ساعة من الأمطار الغزيرة بمدينة الرباط كانت كافية لكشف هشاشة البنية التحتية بالكثير من الأحياء من بينها حي يعقوب المنصور. حيث عملت "المساء" من مجموعة من فعاليات المجتمع المدني أن المياه غمرت بعض الأزقة في دوار الرجاء في الله والعكاري وأعاقت حركة المرور في المحاور الطرقية القريبة من سكة الطرامواي. وأكدت الفعاليات ذاتها أنها ليست المرة الأولى التي تغمر فيها المياه الشوارع وتخترق الحفر الكبيرة، إذ سبق لكمية قليلة من الأمطار أن تسببت في تعميق هوة الحفر واختراق الأحياء التي لم تستفد إلى حدود اليوم من عملية التبليط. في السياق نفسه، قالت الفعاليات نفسها إن مياه الأمطار التي هطلت مؤخرا على مدينة الرباط تسببت في إغلاق العديد من شبكات الصرف الصحي مما أدى إلى امتلاء شوارع بكاملها بالمياه، فيما فضحت التساقطات الاختلالات التي شابت عملية تبليط بعض الشوارع مؤخرا، مؤكدة أن السكان عبروا عن استيائهم من الكميات الكبيرة التي غمرت الأزقة خاصة الضيقة منها. وأبدت نفس الفعاليات غضبها الشديد من المعاناة الكبيرة التي يرزح تحت وطأتها سكان الأحياء الصفيحية التابعة لحي يعقوب المنصور، حيث تتسرب المياه إلى المساكن وتحول الأحياء إلى برك طينية كبيرة "لا يستطيع معها السكان قضاء احتياجاتهم اليومية بشكل عادي" مردفين في الآن نفسه "أن بعض هذه المساكن متصدعة فتزيدها الأمطار تصدعا، وتهدد حياة عشرات الأسر التي تقطن فيها". وتساءلت نفس الفعاليات عن "دور السلطات المحلية والمجالس المنتخبة في محاربة دور الصفيح التي تتفاقم مآسي سكانها في فصل الشتاء". إلى ذلك، أبرز عبد العالي الرامي، الفاعل المدني، أن عملية التبليط بالحي تخضع في بعض الأحيان للحسابات الانتخابية، الشيء الذي يقصي الكثير من الشوارع من العملية، مضيفا في تصريح للجريدة أن"إعادة هيكلة الأحياء ينبغي أن تأخذ بعين الاعتبار النظرة الشمولية، وأن لا يقتصر دور كل مستشار في خدمة الحي الذي ينتمي إليه". وأضاف الرامي أنه كان بمقدور السكان سابقا أن يعاقبوا أي مسؤول في صناديق الاقتراع أما "حين بدأ التصويت باللائحة فلم يعد الأمر متاحا". وقال الرامي إن بعض الأحياء والشوارع التي تم تبليطها تبين أنها مغشوشة بسبب الأمطار التي تساقطت على مدينة الرباط، مردفا في هذا الصدد "كيف يعقل أن شارع المسيرة الخضراء وهو أحد أكبر الشوارع بالحي لم يستفد من التبليط، ولم يحظ بالاهتمام الكافي، الأمر الذي يستدعي من المسؤولين انتقاء الأحياء والشوارع التي هي في حاجة إلى الهيكلة وحمايتها من التساقطات المطرية". وعاشت مدينة الرباط، نهاية الأسبوع، على وقع فوضى كبيرة تسببت فيها الأمطار التي تهاطلت على المدينة، خاصة يوم السبت، حيث كشفت عن هشاشة البنيات التحتية، خاصة في الجانب المتعلق بتصريف مياه الأمطار، حيث تحولت عدد من الشوارع إلى برك للمياه، فيما لم يجد مواطنون بديلا غير المشي وسط المياه.