تحولت شوارع و أحياء مدينة سيدي بنور إلى برك و مستنقعات مائية شاسعة الامتداد على إثر التساقطات المطرية التي تهاطلت عليها يوم السبت الأخير، ما أدى إلى عرقلة حركة السير و الجولان، بل و كبّد سكان المدينة مشاق عديدة من أجل الوصول إلى الوجهات التي يقصدونها لقضاء أغراضهم المتنوعة. وبدت سيول مائية جارفة تخترق أهم شوارع المدينة و التجمعات السكنية كأحياء “الوداد” و “أرض عمور” و “دوار الفاطمي”… التي غمرت بعض منازلها مياه الأمطار بشكل قد يلحق خسائر مادية بتجهيزاتها. أما “دوار العبدي” فقد أضحى في عزلة تامة عن باقي أرجاء المدينة بعدما تسللت المياه إلى مساكنه الصفيحية، بل و تحول إلى بحر من الأوحال، ما دفع السكان إلى تكوين فرق عمل تجشمت عناء حفر مجاري لصرف مياه الأمطار في أفق أن تدب الحياة من جديد بهذا الحي الصفيحي. و ساهم اختناق مجاري الصرف الصحي وهشاشة البنية التحتية، التي تميز أهم طرقات مدينة سيدي بنور في تحويل هذه الأخيرة إلى ما يشبه «البحيرات» بمجرد ارتفاع كمية التساقطات المطرية صباح ذات اليوم، ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول التدابير والإجراءات التي اتخذتها الشركة المفوض لها أمر تدبير التطهير السائل بالمدينة من أجل الحد من الفيضانات الناجمة عن كثرة التساقطات. قاطنو الأحياء السكنية التي غمرتها مياه الأمطار وجدوا أنفسهم محاصرين داخل منازلهم، ما اضطرهم إلى الاعتماد على وسائلهم الذاتية المتمثلة في أدوات بسيطة (مكنسات، أواني و أدوات منزلية…) لفك الحصار الذي ضربته عليهم المياه حتى يتسنى لهم مغادرتها لقضاء أغراضهم اليومية دون معاناة. وتجدر الإشارة إلى أن مدينة سيدي بنور مازالت في طور التأهيل، إذ تعد من المدن المحدثة في إطار التقسيم الجغرافي الجديد، حيث أضحت عاصمة لإقليم مترامي الأطراف في أعقاب الإعلان عن إحداث عمالة بها خلال شهر يناير 2009 بعدما كانت تابعة لعمالة إقليمالجديدة، غير أن عملية التأهيل يجب أن تطال البنية التحتية الطرقية سواء تلك التي تشكل شبكة الطرقات والشوارع والأحياء، أو تلك التي تخترق الدروب والأزقة الضيقة لتفادي أزمات المواسم المطيرة. سيدي بنور : عبدالفتاح زغادي