لا ينتهي توتر بمنطقة بني مكادة في طنجة، حتى يبدأ آخر، فبعد ساعات على تفريق الاحتجاجات التي تلت توقيف سائق سيارة مشتبه بتورطه في تجارة المخدرات، والتي استخدم فيها الأمن الرصاص، عاد حي أرض الدولة ليشتعل من جديد إثر اعتقال شخص ينتمي للتيار السلفي. وحسب مصادر مطلعة، فإن عناصر الأمن عادت إلى منطقة أرض الدولة، في الساعات الأولى من صباح الأحد، لتعتقل أحد السلفيين، ليقوم زملاؤه بالبحث عنه في الأقسام الأمنية، قبل أن يصل خبر إلى باقي سلفيي بني مكادة مفاده بأن الشخص المعتقل قد اختفى، ليقرروا الاحتجاج وقطع شارع مولاي سليمان بحاويات النفايات. وتجمع المئات من أنصار التيار السلفي بحي أرض الدولة مرددين شعارات احتجاجية، ومطالبين بالكشف عن زميلهم، قبل أن يقرروا تنظيم مسيرة، والتي مرت عبر ساحة تافيلالت وشارع مولاي سليمان، في طريقها إلى مقر ولاية الأمن، دون أن تكمل مسارها، حيث عاد المحتجون أدراجهم إلى ساحة تافيلالت منظمين وقفة احتجاجية ثم أدوا صلاة العشاء بشكل جماعي. وكان لافتا غياب عناصر الأمن بالزي الرسمي بشكل تام عن بؤرة التوتر، إذ فضل المسؤولون الأمنيون التركيز على «ساحة المغرب» بمقاطعة السواني، والتي ينتهي إليها شارع مولاي سليمان، إذ امتلأ المكان بالعشرات من سيارات الأمن وعدد كبير من عناصر الأمن المسلحين، للتصدي للمسيرة المحتمل توجهها صوب مقر ولاية الأمن. وكانت منطقة بني مكادة قد شهدت احتجاجات عنيفة ليلة السبت –الأحد، إثر هجوم العشرات من المحتجين على عناصر الأمن بالحجارة والعصي والأسلحة البيضاء، وهي المواجهات التي استخدمت فيها عناصر الأمن الأسلحة النارية للتصدي للمهاجمين، كما استعانت بعناصر «الكوموندو».