عاشت مقاطعة بني مكادة ليلة ساخنة، مساء السبت –الأحد، بعد مواجهات دامية بين عناصر الأمن ومحتجين في ساحة تافيلالت وشارع مولاي سليمان، استخدم فيها الرصاص، وأدت إلى إصابة شرطيين واعتقال شخصين أحدهما مصاب بعيارات نارية، نقل إلى المستشفى، وهي المواجهات التي تأتي بعد يوم واحد من اعتقال عناصر الأمن ل15 مصلٍيا احتجوا على مداهمة الشرطة لمسجد وقت صلاة الجمعة بمقاطعة السواني. واشتعلت شرارة المواجهات بعدما أوقف أفراد الشرطة سيارة مشتبها فيها، بالقرب من ساحة تافيلالت، غير أن صاحب السيارة، وهو من أبناء المنطقة، ويشتبه في تورطه في تجارة المخدرات، رفض الإجراء المتخذ في حقه، ودخل في مشادة كلامية مع الأمنيين، وبعد لحظات سيفاجأ هؤلاء بعشرات الأشخاص الذين سيحيطون بالمكان، ثم يشرعون في قذف عناصر الأمن بالحجارة. وتطور الأمر بشكل سريع، إذ تحولت أعمال العنف إلى مواجهات مباشرة بين الشرطة ومحتجين يحملون السيوف والعصي، وأصيب خلال هذه المواجهات شرطيان نقلا على وجه السرعة إلى المستشفى، كما عمد المحتجون إلى قلب سيارة شرطة، ولجأ أفراد الأمن المحاصرون إلى استدعاء المساندة. وحضرت العشرات من سيارات الشرطة إلى عين المكان، واضطر الأمنيون إلى إطلاق عدة أعيرة نارية لتفريق المحتجين، الذين كانوا يتزايدون باستمرار، وقد أكد شهود عيان أن الأعيرة النارية كانت تطلق بكثافة، وشوهد الأمنيون المحيطون بساحة تافيلالت وهم يحملون مسدساتهم. وعاينت «المساء» مسؤولين أمنيين يطلبون من عناصر الشرطة ارتداء واقيات الصدر، كما عاينت انتشار عناصر فرقة التدخل الخاصة «الكوموندو»، الملثمين والمحملين بأسلحة نارية، وحضر إلى عين المكان والي أمن طنجة ورئيسا المنطقتين الأمنيتين الأولى والثانية، ومسؤولون أمنيون آخرون. وتمكنت عناصر الأمن من استعادة السيطرة على المنطقة وتفريق المحتجين، الذين اختفى أغلبهم قبل وصول فرقة «الكوموندو»، وحسب مصادر مطلعة، فإن شخصين تم اعتقالهما، أحدهما مصاب ويوجد في المستشفى، ورجحت المصادر ذاتها أنه مصاب بعيارات نارية، فيما الثاني ظل داخل سيارة الشرطة إلى حين تمكن الأمنيين من تفريق المحتجين. مواجهات بني مكادة أتت بعد يوم واحد من اعتقال عناصر الأمن 15 شخصا من بينهم 3 نساء، احتجوا على مداهمة عناصر الشرطة لمسجد «المحسنين» بحي البحرة، التابع لمقاطعة السواني، وهي العملية التي شاركت فيها أيضا عناصر من «الكوموندو»، بالرغم من أن المحتجين كانوا من المصلين ولا يحملون أي عصي أو أسلحة بيضاء أو حجارة. وحسب شهود عيان، فإن عناصر الدائرة الأمنية الخامسة، قامت باقتحام المسجد من أجل اعتقال مروج مواد مخدرة، وذلك أثناء صلاة الجمعة، مما أثار غضب المصلين الذين احتجوا على الطريقة التي اقتحم بها المسجد. ونفذت عناصر الأمن عدة اعتقالات، وشوهدت مصليات وهن مكبلات قبل أن يتم نقلهن إلى سيارة الأمن، كما استعانت بعناصر التدخل السريع، التي حضرت برفقة والي أمن طنجة ورئيس المنطقة الأمنية الأولى، وتم وضع المعتقلين تحت الحراسة النظرية إلى حين عرضهم على النيابة العامة.