استمعت عناصر الشرطة القضائية، أول أمس الاثنين بولاية أمن طنجة، إلى الصحفي بجريدة «المساء»، حمزة المتيوي، لمدة ناهزت 3 ساعات ونصف. وتمحورت أسئلة المحققين حول مصدر الخبر، الذي نشر على الصفحة الأولى من الجريدة، في عدد السبت والأحد الماضيين، حول استعانة الشرطة المغربية ب«الأنتربول» لمطاردة مشتبه بتورطه في عملية السطو المسلح. ورغم إقرار المحققين بأن الخبر المنشور في الجريدة صحيح، فإن التحقيق، الذي تم بناء على أمر من الوكيل العام للملك، تمحور أساسا حول هوية «مسرب المعطيات». وحسب صحفي «المساء»، فإن المحققين كانوا يرددون أن الأمر يتعلق بهوية شخص «قام بإفشاء سر مهني»، وأن المعطيات التي نشرتها الجريدة «دقيقة جدا ولا يمكن الوصول إليها إلا عبر جهة مقربة جدا من التحقيقات». وحسب صحفي الجريدة، فإن أزيد من 15 شخصا تناوبوا على استنطاقه، بشكل جماعي في أغلب الفترات، وحاول بعض المحققين الضغط على الصحفي بإقناعه بأنه «متورط في جريمة خطيرة»، وأن ما نشره يسمح بمتابعته وفق القانون الجنائي، فيما حاول محققون آخرون إقناعه بأنه «ليس متهما وأن الكشف عن هوية مصدره ليس إلا تعاونا مع العدالة». ومن بين الأوامر التي تضمنها قرار الوكيل العام للملك نصا «التأكيد على الصحفي للكشف عن هوية مصدره»، وهي النقطة التي كانت سؤالا محوريا طيلة مدة التحقيق، فيما رفض صحفي «المساء» الكشف عن مصدره، إذ صرح في محضر الاستماع إليه أنه «يتحفظ عن ذكر اسم أو هوية المصدر حماية له»، مؤكدا أن نصوص قانون الصحافة والأعراف المهنية والأخلاقية تخول له ذلك. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل إن المحققين أعلموا صحفي «المساء» بأنهم سيستصدرون قرارا من النيابة العامة لتفتيش منزله ومكتب «المساء» بطنجة، وحجز الحواسيب الموجودة هناك، سواء كانت حواسيب عمل أو الحواسيب الشخصية. وذكر صحفي «المساء» أن جل المحققين لم يكشفوا عن هوياتهم، غير أنه تعرف على أمنيين يمثلون الشرطة القضائية والاستعلامات العامة. ونفى الصحفي في المقابل أن يكون قد تعرض لأي اعتداء لفظي أو جسدي أثناء التحقيق معه، ما عدا بعض الانفعالات من طرف بعض المحققين، غير أنه أكد على تعرضه لضغط كبير من أجل الكشف عن هوية مصدره. وكانت يومية «المساء»، وقبلها موقع «نون بريس» التابع لمؤسسة «المساء ميديا»، قد نشرا خبرا حول استعانة الشرطة المغربية بالشرطة الدولية من أجل الوصول إلى مشتبه بتورطه في عملية السطو المسلح على ناقلة أموال بطنجة يوم 24 فبراير الماضي، وهو الشخص الذي سبق أن تورط في عملية سطو مسلح في إسبانيا سابقا.