يمضي الكوكب المراكشي بثبات في منافسات البطولة «الاحترافية» لكرة القدم، إذ يحتل الفريق المركز الثاني بفارق نقطتين فقط، عن المتصدر المغرب التطواني، وبات منافسا قويا على لقب البطولة. يرى البعض أن المستوى الذي يقدمه الكوكب مفاجئ، خصوصا أنه لم يعد إلى القسم الأول إلا هذا الموسم، لكن المتتبع للفريق لا شك أنه يلاحظ أن عملا كبيرا يبدل على الكثير من الواجهات، وأن ما يحققه الفريق ليس صدفة أو ضربة حظ، وأن المدرب هشام الدميعي عرف كيف يمنح الحافز للاعبين، وكيف يبعدهم عن الضغوط، وكيف يصنع منهم مقاتلين يخوضون كل مباراة بروح الانتصار. عندما ضمن الكوكب المراكشي صعوده إلى البطولة «الاحترافية» عقب تفوقه في الموسم الماضي ببرشيد على فريق اليوسفية المحلي، لم يتردد الدميعي في التأكيد أنه أنجز المهمة التي جاء من أجلها إلى الفريق، وقدم إشارات عن الموسم المقبل ثم وضع نقطة نهاية، ولما جدد معه الفريق العقد، وضع الدميعي سقف أهداف معقول، وقال إن الفريق سيراهن على ضمان مكانته بين الكبار، وأنه إذا احتل في نهاية الموسم المركز العاشر، فإن ذلك سيكون إيجابيا للفريق. لم يضيع الدميعي الكثير من الوقت، فقد حدد برنامجه الإعدادي، وعزز صفوف الفريق بعدد محدود من اللاعبين، ونفض الغبار عن المهاجم يوسف العلودي، إذ رفع من معنوياته ووضع فيه الثقة، وبدأ في إدماجه تدريجيا في الفريق، حتى نجح اللاعب في تفجير مواهبه، والمساهمة في قيادة الفريق لتحقيق نتائج جيدة. اليوم، يقول الدميعي بتواضع الكبار، إن فريقه حقق أولى أهدافه بضمان مكانته بين فرق «البطولة الاحترافية»، وهو يصل إلى رصيد 34 نقطة، وأنه في المرحلة المقبلة سيضع هدفا جديدا للفريق، وفي الوقت نفسه يحرص الدميعي على أن يبعد الضغط عن لاعبيه، وتابعوا جيدا كيف أن الدميعي يقول إن الفريق سيلعب في المرحلة المقبلة من أجل المتعة ومن أجل إسعاد جمهور الفريق، وأن رهان الفوز باللقب لا يشغل الكوكب في المرحلة الحالية. لقد نجح الدميعي وبفريق يتحرك بإمكانيات مالية بسيطة، وبدون نجوم، في أن يصنع من الكوكب فريقا قويا، في الوقت الذي تهدر فيه فرق أخرى الملايير، دون أن تحقق شيئا يذكر، ودون أن تمنحنا المتعة التي يقدمها فريق الكوكب في المرحلة الحالية، سواء من خلال انضباط لاعبيه داخل أو خارج الملعب، أو في إيمانهم بقدرات مدربهم، أو»متعة» قيادة فريق عائد للتو إلى القسم الأول للتنافس على اللقب بأقل إمكانيات مالية. لذلك، يستحق مسيرو الكوكب التحية، لأنهم لم يترددوا في أن يثقوا في الدميعي، ويستحقها أيضا المدرب الدميعي، فهذا الفتى المراكشي أكد ومازال يؤكد أنه ربح للتدريب في المغرب، وأنه طاقة عمل لا تنضب، وأن بإمكانه تكرار سيناريو النادي المكناسي الذي فاز بلقب البطولة سنة 1996 بعد صعوده مباشرة من القسم الثاني. برافو الكوكب وبرافو الدميعي.