خاض العشرات من نساء ورجال جماعة «سيدي الطيبي»، الواقعة في أحواز القنيطرة، أول أمس، وقفة احتجاجية، دعا إليها المركز المغربي لحقوق الإنسان، أمام مبنى ولاية جهة الغرب الشراردة بني احسن، للتنديد بسياسة التهميش والإقصاء التي تطال منطقتهم. واستنكر المواطنون الغاضبون استمرار حرمانهم من الحق في الاستفادة من الكهرباء، في حين تم ربط مجموعة من المناطق الأخرى بهذه المادة الحيوية، وهو ما اعتبروه تمييزا متعمدا ضدهم، خاصة في غياب أية مبادرات حقيقية لفك العزلة عنهم، وربطهم بكافة الخدمات التي تُشعرهم بأنهم يتمتعون بالمواطنة الكاملة. وردد المتظاهرون شعارات تتهم المسؤولين بنهج سياسة النعامة إزاء المطالب التي ظلوا يرفعونها منذ سنوات، دون أن تتم الاستجابة لها، وقالوا، في تصريحات متفرقة، بأنهم سئموا العيش في الظروف المزرية التي مازالت تحاصر حياتهم، مهددين بتنظيم مسيرة مشيا على الأقدام إلى العاصمة الرباط، لتحسيس كبار المسؤولين بالمشاكل الخطيرة التي يتخبطون فيها. وبحسب بيان صادر عن الفرع المحلي للمركز المغربي لحقوق الإنسان، فإن مسؤولي الولاية سارعوا إلى عقد اجتماع، في اليوم نفسه، مع ممثلي السكان بشأن المطالب العالقة، خاصة، فيما يهم الربط بالكهرباء، حيث تلقى المحتجون وعودا باللجوء إلى حل مؤقت يمكنهم من الاستفادة من هذه الخدمة، في حالة ما عجز المجلس القروي عن توفير الميزانية الكافية. وكشف البيان، الذي توصلت «المساء» بنسخة منه، أن العديد من الملفات المطروحة في هذا اللقاء لم يتلقوا بشأنها الأجوبة المقنعة، ويتعلق الأمر بالمقصيين من الاستفادة من التعويض عن البناء قبل ترحيلهم إلى بقع أخرى، إذ مازالت هذه الفئة تعتصم بداخل مساكنها العشوائية، في انتظار إيجاد حل يراعي ظروفها المادية، وكذا حرمان بعض من ذوي حقوق الجماعة السلالية «أولاد انصر مالوط» من الاستفادة من البقع الأرضية. وتتساءل الأسر المحتجة عن السر الذي يكمن في حرمانها من برنامج الكهربة، الذي كان من المفروض أن يشمل جميع مناطق الجماعة مع نهاية سنة 2008، معتبرة أن هذا الإقصاء تتمخض عنه معاناة حقيقية، يدفع ثمنها المواطنون المعوزون، الذين قاموا بسلسلة من التحركات على مستوى جماعة «سيدي الطيبي»، لحمل رئيس الجماعة القروية على الإسراع في إيجاد تمويل لتزويد منطقتهم بالكهرباء، مؤكدة مراسلتها كافة المصالح المعنية للنظر في أحوالها التي أعيتها كثرة الانتظار واليأس من الوعود التي يقوم المسؤولون بقطعها على أنفسهم، كلما تعلق الأمر بمطالبة المواطنين المعنيين بحقهم في التزود بالكهرباء وتوفير ظروف العيش الكريم، حسب تعبيرها.