اشترى (م.ق) قنينة من النبيذ الأبيض، ليلة الأحد الماضي، من أحد المتاجر بالخميسات وفكر في قضاء ليلة مع خليلته التي تعرف عليها منذ ثلاثة أشهر وربط معها علاقة جنسية غير شرعية، وعند وصوله إلى منزل عائلته الكائن بأحد الأحياء الشعبية، والذي يقيم فيه رفقة أمه المسنة، اتصل هاتفيا بخليلته وطلب منها أن تلتحق به لمشاركته شرب الخمر، ولم يكن يدري أن مناوشة أحد أبناء الحي الذي شاركه في الجلسة الخمرية رفقة شابين آخرين، ستدفعه لارتكاب جريمة قتل بشعة وجرح شخصين آخرين نقلا إلى مستشفى ابن سينا بالرباط على وجه السرعة لتلقي العلاج. تلقت فرقة للشرطة من قاعة المواصلات إشعارا مستعجلا يطلب منها الانتقال، على وجه السرعة، إلى المستشفى الإقليمي بالخميسات لمعاينة شخصين مصابين بجروح نقلا إلى المستشفى بواسطة سيارة إسعاف لتلقي الاسعافات الضرورية. عند وصول رجال الأمن إلى المستشفى وجدوا الشخصين الجريحين ممددين على سريرين، ويدعى الأول (إ.ب) كانت تفوح منه رائحة الخمر، أما الثاني فأفادت الطبيبة المعالجة أنه فارق الحياة دقائق بعد وصوله للمستشفى متأثرا بجرح غائر في البطن. ويتعلق الأمر ب(ح.و)، عمره 20 سنة ولا يمتهن أي حرفة. وبعدما أجريت الفحوصات الأولية على (إ.ب) تبين أن حالته الصحية تستدعي نقله إلى مستشفى ابن سينا من أجل إخضاعه للمزيد من الفحوصات. وبعد لحظات التحق بالمستشفى (ي.أ) بواسطة وسائله الخاصة وهو في حالة سكر بين، وبعد فحصه تبين أن حالته الصحية تستدعي فحوصات إضافية فتم نقله، بدوره، بواسطة سيارة إسعاف إلى مستشفى ابن سينا بالرباط. تم الاحتفاظ ب( إ. ب ) تحت المراقبة الطبية نظرا لخطورة إصابته، فيما تم تبين أن حالة الجريح الثاني لا تستدعي بقاءه بالمستشفى استنادا إلى التقرير الطبي الذي سلم له بعد الفحص، حيث تم استقدامه إلى مصلحة الشرطة للاستماع إليه. تحريات عن المصابين أكدت مصادر «المساء» أن رجال الشرطة قاموا بعدة تحريات وجمعوا بعض المعطيات حول دوافع الاعتداء على المصابين من طرف (م.ق)، وحول الأماكن التي يمكن أن يلجأ إليها من أجل الاختفاء عن الأنظار، كما اعتمدت على أقوال أخ الفاعل (ع.ق) الذي التحق بالمستشفى، حيث استمع إليه رجال الشرطة ودونوا أقواله في محضر رسمي، إذ أكد أنه يقطن بغرفة منفصلة عن منزل العائلة، وقال إن أخاه كان في جلسة خمرية مع خليلته رفقة أشخاص آخرين، مما جعل الشرطة تنتقل على وجه السرعة إلى منزل عائلة المعتدي، رفقة عناصر من مسرح الجريمة، وبعد إجراء المعاينات الضرورية تم حجز السكين التي استعملها المتهم في الاعتداء على الضحايا الثلاث وبعض بقايا السجائر التي تركها المشاركون في الجلسة الخمرية لإحالتها على المختبر العلمي رفقة عينة من الدم. القبض على الخليلة ومنفذ الجريمة بعد جمعها عدة معطيات والقيام ببعض التحريات، اهتدت المصالح الأمنية إلى مكان خليلة منفذ الاعتداء، حيث تم القبض عليها بسهولة في محيط مسرح الحادث وهي في حالة سكر طافح، وتم وضعها تحت تدابير الحراسة النظرية إلى حين صحوتها من مفعول الخمرة. وواصلت الشرطة تحرياتها، لتهتدي في ما بعد إلى مكان المعتدي، إذ أوقفته في مكان خلاء على مقربة من منزل عائلته حيث حاول الاختفاء عن الأنظار، وعند إيقافه أقر بأنه هو من عرض الضحايا الثلاث للضرب والجرح بواسطة سكين كان بحوزته، إذاك تم اقتياده إلى مقر المداومة حيث وضع تحت الحراسة النظرية. الاستماع إلى المتهمين أكد (م.ق) أنه مرتبط بعلاقة غير شرعية مع (ح.ب) منذ حوالي 3 أشهر، مقرا أنه كان يمارس معها الجنس كلما طلب منها ذلك بغرفته بمنزل العائلة، ويوم الحادث طلب منها الالتحاق به من أجل قضاء الليلة معا خاصة وأنه اقتنى قنينة من النبيذ الأبيض، وعند حلولها بغرفته طلبت منه التوجه إلى محل للأنترنيت من أجل شحن البطاقة الذكية لهاتفها، وصادف تواجدهما بمحل الأنترنيت كل من (إ.ب) و (ي.أ) والقتيل (ح.و) ونظرا لأنهم من أبناء الحي اقترح عليهم مشاركته في مقارعة الخمر بغرفته صحبة خليلته. عند حلولهم بالغرفة شرعوا في احتساء الخمر، حيث كانت (ح.ب) تسكب لهم الأقداح تباعا فيما طلب (إ.ب) من أحد باعة السجائر بالتقسيط ( م.إ) مدهم بالسجائر الكافية. وبقوا على حالهم يقارعون الخمر باستثناء القتيل، إلى أن لعبت بعقولهم ولما نفدت طلب منهم مضيفهم مغادرة المكان، لكن أحدهم (إ.ب) اشترط عليه اصطحاب خليلته معهم. وأكد (م.ق) خلال الاستماع إليه أنه شعر بالإهانة وفكر في الانتقام من ندمائه، فقام بإدخال خليلته إلى داخل منزل عائلته قبل أن يعود وهو يحمل سكينا وبدون مقدمات وجه طعنة للهالك (ح.و) على مستوى البطن ووجه طعنة أخرى ل(إ.ب) الذي تمكن من إصابة المعتدي على مستوى وجهه وجبينه بجروح وكدمات، ثم وجه طعنة أخرى ل(ي.أ) الذي كان يحاول تفقد أصدقائه، فيما استغل المعتدي انطفاء الأضواء والارتباك والفوضى التي عمت المكان، وبعدما تيقن من إصابة خصومه الثلاثة بإصابات بالغة وعرف مدى خطورتها غادر مسرح الحادث بعدما أغلق غرفته بإحكام وغادر المكان . وعند الاستماع إلى (ح.ب) أكدت واقعة إدخالها من طرف خليلها لبيت العائلة بعدما حاول الأشخاص الثلاثة اصطحابها معهم، كما أكدت، كذلك، علاقتها غير الشرعية معه، مشيرة إلى أنها لم تعاين وقائع الاعتداء وأنها غادرت المنزل بمجرد سماعها للضرب وصياح الضحايا من شدة الألم، وذكرت أنها لم تتمكن من إخبار الشرطة بسبب خوفها من إلقاء القبض عليها خاصة وأنها كانت في حالة غير طبيعية بسبب شربها للخمر حتى الثمالة. أمام المحكمة أحالت الشرطة القضائية يوم الثلاثاء 18 فبراير الجاري المتهم بالقتل (م.ق)، وهو من مواليد 1972 أعزب مهنته صباغ، بتهمة الضرب والجرح بواسطة السلاح الأبيض المفضي للموت، كما أحالت على نفس المحكمة كلا من (ح.ب) وهي من مواليد 1982 مطلقة بدون أبناء وبدون مهنة، و(أ.ي) وهو من مواليد 1986 و(م.ب) من مواليد 1972متزوج وأب لثلاثة أطفال.