أعلنت حالة استنفار قصوى بمقر الأمن الإقليمي في آسفي، صباح أول أمس الثلاثاء، بعد تسجيل حالة وفاة شاب كان رهن تدابير الحراسة النظرية لدى المصلحة الإقليمية للشرطة القضائية. وقالت مصادر على اطلاع إن الشاب محمد صلاح الدين الساكي، من مواليد سنة 1990، قد فارق الحياة في ظروف غامضة بعد إصابته باختناق في الجهاز التنفسي، صبيحة أول أمس الثلاثاء، وهو معتقل لدى المصلحة الإقليمية للشرطة القضائية بآسفي. وكشفت معطيات ذات صلة أن مسؤولي الأمن في آسفي اضطروا إلى نقل الشاب المعتقل إلى مستشفى محمد الخامس عبر سيارة إسعاف، قبل أن يفارق الحياة وسط غموض كبير حول ظروف اعتقاله وحول عدم تقديم المساعدة له، باعتباره يعاني من مرض مزمن ويعالج بأدوية مضادة للربو وضيق التنفس. وقالت مصادر من عائلة الشاب محمد صلاح الدين الساكي إن ابنها اعتقل في إطار حملة أمنية على إحدى المقاهي، وإنه كان يعاني قيد حياته من مرض تنفسي مزمن، وإنه حرم لحظة خضوعه للاعتقال لدى أمن آسفي من تناول دوائه طيلة 48 ساعة، التي بقي فيها رهن الحراسة النظرية، في ظروف اعتقال غير مناسبة لوضعه الصحي، وفي ظل اكتظاظ كبير في الزنزانة وانعدام التهوية. وكشف المركز المغربي لحقوق الإنسان أن عائلة الشاب محمد صلاح الدين الساكي ترفض تسلم جثته من أجل دفنه، حتى تطلع على تقرير التشريح الطبي الذي خضعت له الجثة، بناء على تعليمات مباشرة من الوكيل العام للملك في استئنافية آسفي، مضيفا أن تقريرا مفصلا سيتم رفعه إلى وزير الداخلية ووزير العدل وإلى رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، حول ظروف الاعتقال في المصلحة الإقليمية للشرطة القضائية في آسفي، وحول عدم إخضاع الشاب صلاح الساكي إلى فحص طبي وعدم تمكينه من دواء مرض الربو الذي يعاني منه، خلال المدة التي قضاها رهن الاعتقال الاحتياطي في مبنى الأمن الإقليمي. من جانبه، أكد مصدر أمني أن الشاب محمد صلاح الساكي كان موضوعا تحت الحراسة النظرية بأمر من النيابة العامة بتهمة السكر العلني، قبل أن يتعرض لأزمة صحية طارئة استدعت نقله على وجه السرعة إلى المستشفى، حيث وافته المنية عند خضوعه للإسعافات الأولية، مضيفا أن المعني بالأمر كان يعاني من داء الربو المتقدم بشهادة عائلته والطاقم الطبي، وأن النيابة العامة بمحكمة الاستئناف بآسفي أعطت تعليماتها بإخضاع جثة الهالك للتشريح الطبي، كما أمرت الضابطة القضائية بإجراء بحث في الموضوع، حسب قوله.