ارتفعت حدة الاحتقان في مخيمات تندوف، مع رفض عدد من سكان المخيمات رفع الاعتصام المفتوح أمام مكاتب مفوضية غوث اللاجئين ب«الرابوني»، حيث اضطر رئيس المفوضية بالجزائر إلى النزول للمخيمات للقاء الشباب المعتصم لأول مرة منذ عشرات السنين. ورفع عسكر «البوليساريو» من حالة الاستنفار داخل تندوف لمواجهة الغضب الكبير لشباب المخيمات، حيث تمت محاصرة المحتجين لمنع وصول الخيام والأغطية إلى المخيم الاحتجاجي، مما دفعهم إلى الدخول في إضراب مفتوح عن الطعام منذ يوم 23 يناير الماضي، حيث رفعت الساكنة التحدي أمام ديكتاتورية القيادة. وتواجه قيادة الجبهة حالة من الغضب العارم داخل المخيمات، مع اتساع رقعة الاحتجاجات، بعد تضامن عائلات الصحراويين المعتصمين، خاصة بعد حادث مقتل اثنين من سكان المخيمات، وتوجه الغاضبين إلى أحد مراكز «الشرطة» وإضرام النيران فيه، بعدما أجبروا من يوجد داخل المركز على مغادرته. وعلق مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، في نداء له من موريتانيا، على نزول مفوضية غوث اللاجئين في الجزائر إلى المخيمات، بالقول إن رئيس المفوضية «نزل من برجه العاجي في العاصمة الجزائر إلى فيافي تندوف حيث يعيش آلاف الصحراويين، الذين يوصفون من قبل الأممالمتحدة بأنهم لاجئون تحت الولاية القانونية للمنظمة، التي يمثلها زائر معتصم «الرابوني» اليوم، الذي لم يخجل من أن يصف كل صحراويي المخيمات بالنكرة». وأضاف أن الوضع القانوني للصحراويين في المخيمات فوق التراب الجزائري يوصف بحالة اللجوء الجماعي أشخاصها غير معينين، في إشارة إلى رئيس بعثة غوث اللاجئين. واعتبر ولد سلمى أن «المفوضية السامية لغوث اللاجئين والأممالمتحدة لا تعرفهم، وإنما أعطت الجزائر وعاء اسمه مخيمات اللاجئين الصحراويين، تضع فيه هذه الأخيرة المحتوى الذي تريد، وتمنع منه من تشاء مثل حالتي، وتؤوي إليه من تشاء ممن لا علاقة له بالصحراء ولا بنزاعها، وبالتالي تشرع للجزائر لصنع البوليساريو التي تريد».