بشكل مفاجئ تقلص عدد منخرطي فريق الرجاء البيضاوي لكرة القدم، فبعدما كان عددهم يقارب المائتين، انخفض الرقم بشكل كبير، إذ لم يعد يتجاوز عددهم 55 منخرطا. لقد ظل الرجاء، وعلى امتداد سنوات الفريق الذي يتوفر على أكبر قاعدة للمنخرطين، والفريق الذي يشكل برلمانه، برغم تعدد تياراته وولاءاته نموذجا في تشكيل جبهة ضغط، وفي ممارسة النقد، وفي المساهمة في دفع الفريق نحو الاتجاه الصحيح، هذا مع الاعتراف بأن بعض المنخرطين، كانوا ومن بينهم من لا يزال أداة ضغط يستعملها هذا الطرف أو ذاك، لكن عندما يصل رقم عدد منخرطي الرجاء إلى 55، فإن هذا الرقم بلا شك مخيف، ومن المفروض أن يطرح الكثير من علامات الاستفهام. في الندوة الصحفية، التي عقدها محمد بودريقة، رئيس الرجاء أول أمس الخميس، لتقديم ما أسماها ب»خارطة طريق» الفريق، قال ردا على سؤال بهذا الخصوص، إنه مدد فترة الانخراط بالرجاء أربع مرات رغم انتهاء أجلها، من أجل الحفاظ على قاعدة منخرطي الفريق، وتوسيعها إن أمكن، لكن العديد من المنخرطين بحسبه، لم يجددوا انخراطاتهم، قبل أن يضيف أن نتائج الفريق الإيجابية، ربما ساهمت في عدم إقبال المنخرطين على التجديد، ثم أبرز أنه لو كان الأمر يتعلق بنتائج سلبية وبجمع عام انتخابي مقبل، لربما كان هناك كلام آخر. قد يكون في كلام بودريقة بعض الصواب، لكن هذا لا يعفي المكتب المسير من المسؤولية، في كونه ملزم بالعمل على توسيع قاعدة منخرطي الفريق، وخطب ود آخرين جدد، بالعمل على إقناعهم بالانخراط في الرجاء، فإذا كان الرجاء الذي بلغ نهائي كأس العالم للأندية لم يقو على توسيع قاعدة منخرطيه، فماذا سيكون حال باقي الفرق، هذا مع العلم أن قانون المنخرط وطريقة الانخراط من المفروض أن يعاد فيها النظر بشكل تدريجي، لأن بعض المنخرطين إما أنهم موالون للرؤساء، الذين يدفعون لهم ثمن بطائق الانخراط، ويتحولون إلى قوة انتخابية واحتياطية، أو أنهم موالون لأطراف معارضة تتحين الفرصة للانقضاض على هذا الفريق أو ذاك، أما المنخرطون الذين يدقون ناقوس الخطر وينبهون وهدفهم مصلحة الفريق لا غير، فإنهم قلة. غدا نعود لمناقشة هجوم بودريقة على الصحافة التي قال إنها لم تدعم الفريق.