سقط جزء آخر من الواجهة الخارجية لمسرح «سيرفانتيس» المتداعي بطنجة، قبل بضعة أيام، مؤكدا اقتراب هذه المعلمة أكثر فأكثر من المصير المحتوم، في الوقت الذي هبت فيه وكالات وصحف وقنوات دولية لإطلاق صرخة استغاثة بهدف إنقاذ المسرح. وكانت وكالة الأنباء الفرنسية «أ.ف.ب»، قد نشرت تقريرا يحذر من اندثار المسرح الذي وصفه ب»التحفة المعمارية الإسبانية»، واصفا شكله وأسلوب بنائه وقيمته الثقافية وصيته العالمي، إلى أن يصل التقرير إلى وضعه الحالي الذي صار فيه آيلا للسقوط، والصعوبات التي تعترض عملية ترميمه. وشكل التقرير مقدمة لحملة إعلامية شملت صحفا وقنوات ومواقع إخبارية دولية، إذ أعادت نشره صحيفة «لوباريزيان» الفرنسية، ثم شبكة الجزيرة عبر موقع «الجزيرة نت»، قبل أن تذيع قناة «سكاي نيوز» العربية، تقريرا مصورا قصيرا حول المسرح وتاريخه وأبرز الأحداث التي احتضنها ثم وضعيته الحالية. وحمل تقرير «أ.ف.ب»، تصريحا لمديرة المعهد الثقافي الإسباني «سيرفانتيس» بطنجة، سيسيليا فرنانديز سوزور، تقول فيه إن «حالة المسرح اليوم والذي تملكه الدولة الإسبانية تبعث على الشفقة»، قبل أن يكشف أن تكلفة ترميم المسرح قد تصل على 6.7 ملايين دولار، « لكن موقعه في حي شعبي مهمل في المدينة العتيقة يشكل نقطة ضعف لإقناع المسؤولين باتخاذ القرار لصرف هذه الميزانية، ولاسيما في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعصف بإسبانيا». كلام مديرة معهد سيرفانتيس يتماشى مع ما كان والي طنجة قد صرح به خلال اجتماعه مع ممثلي المنتخبين وممثلي الهيآت المدنية والصحفيين، قبل شهرين، حينما أورد أن مشكلة ترميم مسرح «سيرفانتيس» ذات طابع «ديبلوماسي»، وتتلخص في عدم توصل الحكومتين المغربية والإسبانية إلى صيغة للبدء في ترميم المسرح.