يشهد الجناح المغربي المقام في المعرض الدولي 34 للسياحة بمدريد (فيتور 2014)، إقبالا كبيرا من قبل الزوار منذ افتتاح فعاليات هذه التظاهرة الدولية يوم الأربعاء الماضي من قبل أمير أستورياس فيليبي وعقيلته الأميرة ليتيسيا. ويمثل المملكة في الجناح المغربي، المشيد على مساحة 400 متر مربع والذي يجمع بين الأصالة والحداثة، وفد هام يتكون من مختلف الفاعلين في القطاع السياحي الوطني يعرضون منتجات سياحية متنوعة وغنية، في هذا المعرض الذي يعد من بين أهم المعارض في أوربا والذي يحتضن حوالي 9500 مقاولة من 165 بلدا. وقد عرف الجناح المغربي المقام بجانب جناحي تونس ومصر، خلال الأيام الثلاثة الأولى من افتتاح المعرض، زيارة عدد من المهنيين المهتمين بالسوق المغربي والراغبين في استكشاف المنتوج السياحي المغربي وثقافة ومؤهلات المملكة، كما يتوقع حسب أعضاء الوفد المغربي زيادة تدفق الزوار على هذا الجناح وتوافد أعداد كبيرة منهم نهاية الأسبوع. وتروم المشاركة المغربية القوية في (فيتور 2014) البحث عن شراكات جديدة وتعزيز الوجهة السياحية المغربية في إسبانيا كسوق تقليدي مصدر ذي مؤهلات كبيرة، كما تفسر المشاركة المغربية بالأهمية التي يكتسيها السوق الإسباني في المغرب اعتبارا للقرب الجغرافي بين البلدين واستقطاب معرض مدريد لعدد كبير من المهنيين القادمين من مختلف البلدان، خاصة منها دول أمريكا اللاتينية. وشكلت هذه المناسبة فرصة لمسؤولين مغاربة من قبيل وزير السياحة، لحسن حداد والمدير العام للمكتب الوطني المغربي للسياحة عبد الرفيع الزويتن ومندوب الخطوط الملكية المغربية، أشرف الحسيني، لعقد لقاءات عمل مع ممثلي عدد من الدول المشاركة والمسؤولين في شركات النقل الجوي بهدف تعزيز وجهة المغرب وإبرام اتفاقيات شراكة. وقد وضع المكتب الوطني المغربي للسياحة بهذه المناسبة أسسا لإقامة شراكة جديدة مع شركة الطيران الثانية في إسبانيا، «فيولينغ»، التي يتكون أسطولها الجوي من 90 طائرة تؤمن رحلات نحو 120 وجهة عبر العالم، وهي الشراكة التي يتوخى الجانبان تفعيل أهدافها خلال العام الجاري، وخاصة على المدى المتوسط. واعتبر المدير التجاري «لفيولينغ»، العضو في مجموعة «إي أ جي»، التي تضم أيضا شركة الخطوط الجوية البريطانية وإيبيريا، أن المغرب يشكل «أولوية استراتيجية « بالنسبة للشركة التي تقترح حاليا خمس رحلات في اتجاه المغرب، كما أنه يسعى لأن تصبح المملكة «سوقا رئيسيا بالنسبة لفولينغ». وأشار زويتن، بهذه المناسبة، إلى أن المكتب الوطني المغربي للسياحة يتوقع خلال العام الجاري إطلاق خطين جويين جديدين من إسبانيا إلى المغرب، وتحديدا من مدينتي بلباو وبرشلونة في اتجاه مراكش، كما أنه يبرمج لرحلات في اتجاه ورزازاتومراكش ثم طنجة وفاس، مبرزا أن هذه الشراكة تروم أيضا تعزيز شبكة النقل الجوي بين إسبانيا والمغرب في المستقبل القريب، حيث يتوقع إحداث خطوط مباشرة تربط برشلونة وملقة وبلباو وإشبيلية بالمدن الرئيسية والوجهات السياحية المختلفة بالمملكة. وكان وزير السياحة قد أكد في مؤتمر صحفي عقده بالجناح المغربي أن المغرب يسعى إلى مضاعفة عدد السياح الإسبان في إطار الاستراتيجية الوطنية للسياحة لعام 2020، مشيرا إلى أن إسبانيا تعد السوق الثاني المصدر للسياحة للمغرب، وأن حوالي 800 ألف سائح إسباني زاروا المملكة سنة 2012. كما شارك حداد في منتدى-النقاش حول «مستقبل السياحة في منطقة الشرق الأوسط»، والذي نظم بالاشتراك بين البيت العربي ومنظمة السياحة العالمية، حيث استعرض أبرز معالم الاستراتيجية الوطنية التي اعتمدها المغرب لتعزيز القطاع السياحي.