أكد المكتب الوطني المغربي للسياحة أن عدد السياح الإسبان الذين زاروا المغرب خلال العشر سنوات الأخيرة ارتفع بنسبة 220 في المائة. وجاء، في وثيقة وزعها المكتب الوطني المغربي للسياحة في إطار انعقاد المعرض الدولي للسياحة (فيتور 2011) المنظم ما بين 19 و23 يناير الجاري بالعاصمة الاسبانية بمشاركة المغرب، أن عدد السياح الإسبان الذين زاروا المغرب ما بين سنتي 2000 و2010 ارتفع من 232 ألف سائح إلى حوالي 760 ألف سائح وهو ما يمثل ارتفاعا بنسبة 220 في المائة. ولاحظ المكتب أن السوق الإسبانية بدأت تعرف دينامية هامة، خصوصا مع التطور الذي عرفه قطاع الطيران عبر مرحلتين; تتعلق الأولى بإطلاق منظمي الأسفار رحلات جوية خاصة بهم في اتجاه مدينتي مراكشوأكادير وذلك ابتداء من سنة 2005 ، فيما تهم المرحلة الثانية دخول شركات الطيران ذات التكلفة المنخفضة السوق المغربية ابتداء من سنة 2007. وحسب المكتب الوطني المغربي للسياحة، فإن 12 شركة طيران تعمل عبر الخطوط الجوية انطلاقا من إسبانيا في اتجاه المغرب من خلال 170 رحلة أسبوعية. ومن جهة أخرى، أشار المصدر ذاته إلى أن الدوافع الأساسية لتدفق السياح الإسبان إلى المغرب تتمثل في السياحة والاكتشافات الثقافية وفن الطبخ والتسوق والطبيعة والرياضة. وفي ما يتعلق بالمصادر الرئيسية للمعلومات والحجز بالنسبة للسياح الإسبان، أبرز المكتب أن 42 في المائة منهم يستخدمون وكالات الأسفار كمصدر للمعلومات والحجز، فيما يفضل 21 في المائة الإنترنت، بينما يستخدم 37 في المائة وسائل الإعلام الأخرى. وحسب المكتب الوطني المغربي للسياحة، فإن مدينة مراكش تمثل الوجهة المفضلة للسياح الإسبان، مضيفا أن مدينة فاس بدأت تلقى منذ سنة 2008 إقبالا متزايدا في السوق الإسبانية، في الوقت الذي شهدت فيه مدينة أكادير "انخفاضا ملموسا" منذ سنة 2007. وكان المدير العام للمكتب الوطني المغربي للسياحة عبد الحميد عدو قد أكد، خلال لقاء مع الصحافة بمناسبة افتتاح المعرض الدولي للسياحة (فيتور 2011)، أن المغرب يطمح إلى جذب مليون سائح إسباني في أفق سنة 2013 ، موضحا أن المملكة استقبلت 500 ألف سائح إسباني سنة 2008 وحوالي 740 ألف سنة 2010. وحسب عبد الحميد عدو، فإن أن السوق السياحية الإسبانية "لم تشهد أزمة" بالنسبة للمغرب على الرغم من الركود الاقتصادي الحاد الذي يعصف بإسبانيا منذ سنة 2008 ، مبرزا أن المغرب الذي يعتبر إحدى الوجهات السياحية الأكثر إقبالا بالنسبة للإسبان يستقبل 8 في المائة من إجمالي عدد السياح في جميع أنحاء العالم، مما جعل المملكة تشكل "الوجهة الأولى بالنسبة للسياح الإسبان خارج أوروبا". تجدر الإشارة إلى أن المغرب يشارك في الدورة الواحدة والثلاثين للمعرض الدولي للسياحة بأكبر رواق في المعرض يمتد على مساحة 400 متر مربع، ويتميز بالأصالة والحداثة في تعريفه بالمنتوج السياحي المغربي على نحو فعال ومتجدد. وتتوخى المشاركة المغربية في هذا المعرض الدولي إبراز مختلف المنتوجات السياحية والنهوض بها في السوق الإسبانية، بالاضافة إلى بحث سبل إبرام اتفاقيات وعقود مع الشركات السياحية وشبكات وكلاء السفر في إسبانيا، فضلا عن توفير مناخ للمهنيين المغاربة للترويج لمنتوجاتهم وإقامة علاقات مع نظرائهم الاسبان. ويشكل المعرض الدولي للسياحة، الذي يعتبر أحد أكبر المعارض المخصصة للسياحة على الصعيد الدولي، أرضية محورية هامة لعقد لقاءات بين الفاعلين في القطاع من أجل تحديد استراتيجيات جديدة للنهوض بالوجهات المرتبطة بها. ويحضر المغرب في هذا المعرض الدولي، المتخصص في مجال الصناعة السياحية العالمية إلى جانب 166 بلدا، من خلال مشاركة متميزة وقوية للمكتب الوطني المغربي للسياحة والعديد من المجالس الجهوية للسياحة والفاعلين السياحيين بالمملكة. وحسب المنظمين، فإن معرض (فيتور)، الذي يقام على مساحة إجمالية تقدر ب 75 ألف متر مربع، سيحتضن العديد من اللقاءات والندوات والموائد المستديرة التي ستتناول مواضيع ذات صلة بالسياحة والتحديات التي يواجهها القطاع حاليا.