يشهد حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية حربا طاحنة هذه الأيام، بسبب التسابق على المناصب، حيث عرف اجتماع عقده إدريس لشكر، مؤخرا، مع بعض الموالين له داخل شبيبة الحزب بمنزله بحي بير قاسم في ضواحي الرباط، احتجاجات شديدة من طرف غير المستفيدين من المناصب، التي تم توزيعها على بعض أتباع الكاتب الأول، حيث أثار تعيين كل من توفيق مطيع ونوفل بلمير، عضوي اللجنة الإدارية للحزب موظفين بمجلس المستشارين، سخطا كبيرا في صفوف أعضاء الشبيبة الحزبية، حيث تحول اللقاء الذي كان من المفترض أن يناقش تفاصيل هيكلة فروع شبيبة الحزب في أفق عقد مؤتمرها الوطني، إلى نقاش حول من له الحق في التوظيف، إذ احتج البومصلوحي بقوة على قرار توظيف توفيق مطيع، مما دفع إدريس لشكر إلى القول إن محمد علمي، رئيس الفريق بمجلس المستشارين، هو الذي دافع عن توظيفه باعتبارهما ينحدران من نفس المنطقة، لكن الاحتجاج الأقوى كان من طرف خالد بوبكري، الذي اعتبر أنه الأحق والأجدر بالتوظيف من نوفل بلمير، واتهم هذا الأخير بأنه سيتحول إلى موظف شبح ولن يحضر إلى مقر العمل، لكن سفيان خيرات، عضو المكتب السياسي الذي كان حاضرا في الاجتماع تدخل للدفاع عن أحقية بلمير في التوظيف. هذه الاحتجاجات دفعت إدريس لشكر إلى التدخل ومطالبة الجميع بالصمت والتستر على الأمر، حتى لا يلفتوا الانتباه إليهم بعد الضجة التي أثارها توظيف أبناء برلمانيين داخل مجلس المستشارين، ووعد المحتجين بتوظيفهم في المندوبية السامية للمقاومة وجيش التحرير كما فعل مع بعض الموالين له في الآونة الأخيرة، وهو ما جعل خالد بوبكري غير مقتنع بالأمر، مما دفعه إلى الاحتجاج بشكل وصل إلى التلاسن مع إدريس لشكر. يذكر أن لشكر عين ابنه الحسن مسؤولا عن موقع الحزب «hتحادي» براتب كبير، وهو ما أثار ضجة قوية داخل الحزب، إلا أن الزعيم الحزبي أجاب المحتجين بأن ابنه خريج مدرسة بوليتكنيك من موريال وأن قبوله بالاشتغال في موقع الحزب عمل نضالي وتواضع منه لا غير. إلا أن مصادر من داخل الحزب أكدت ل«المساء» أن ابن لشكر كان يشرف على شركة خاصة للمعلوميات يوجد مقرها بحي النهضة في الرباط، لكنه قادها نحو الإفلاس بحكم عدم تجربته وتهاونه في العمل، وأكدت المصادر أن التوظيفات الأخيرة داخل شبيبة الحزب ستؤدي لا محالة إلى تزايد الاحتجاجات من طرف غير المستفيدين، مما يهدد بانشقاقات أخرى داخل الشبيبة الحزبية التي تعاني أصلا من الوهن والضعف، حسب مصادر من داخل الحزب.