فوض المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي أول أمس إلى كل من ادريس لشكر،ومحمد بوبكري،وعبد الهادي خيرات،وعبد الحميد الجماهري،وجمال اغماني مهمة ممارسة مهام الشباب داخل أكبر حزب القوات الشعبية في المغرب من أجل وضع حد "لطيش الشباب". وسيشرف هؤلاء "الشيوخ" عمليا على إعداد مؤتمر الشبيبة الاتحادية بينما سيتكلف عبد الواحد الراضي بإعلان تاريخ ومكان عقد هذا المؤتمر الذي سيخصص لإعادة هيكلة الشبيبة الاتحادية في توقيت يتزامن مع انطلاق الاستعدادات لمحطة الانتخابات التشريعية المقبلة. وقد كان من الممكن معاقبة كل من نوفل بلمير،وعلي الغنبوري، وعبد المجيد مومر الذين كانوا وراء إصدار نشرة اتحادي (التي يتم توزيعها عن طريق البريد الإلكتروني)،و التي "أزعجت" المكتب السياسي عن طريق توجيه انتقادات لاذعة لبعض أعضائه –كان من الممكن – معاقبتهم داخل الشبيبة نفسها غير أن الذي حصل هو أن أعضاء المكتب السياسي الذين شملهم النقد بادروا إلى استعمال "قوة التنظيم" الحلول محل الشباب إلى درجة أن كل الذين انتقدتهم نشرة اتحادي أصبحوا أعضاء في لجنة إعداد المؤتمر المقبل. وبخلاف السرعة التي تحرك بها المكتب السياسي لمعاقبة أصحاب النشرة التي شكلت في جزء منها منبرا لصوت " أولاد الشعب"؛لم يتم النبس بأي كلمة في حق علي اليازغي ابن الزعيم الذي سافر إلى السويد للمشاركة في أحد لقاءات الأممية الاشتراكية،وعاد فيما بعد ليروج لانتصار وهمي مفاده أنه نجح في إقناع الدول المشاركة في دعم مقترح الحكم الذاتي قبل أن يتأكد فيما بعد أن العكس هو الذي حصل،حسب ما أكده البيان الختامي. وقد عزت مصادر مطلعة عدم معاقبة علي اليازغي إلى "الخوف" من شخصية محمد اليازغي،الكاتب الأول السابق للاتحاد الاشتراكي الذي مازال له نفوذ كبير داخل الشبيبة الاتحادية بخلاف باقي التنظيمات. كما أن لقاء أول أمس شكل مناسبة لعودة ادريس لشكر، الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان إلى الاهتمام من جديد بقضايا التنظيم بعد أن ترك بعض المسافة مع الشبيبة بسبب انشغالات الوزارة،وقد وصف بعضهم دخول لشكر إلى "لجنة الشباب" بالانتصار الجزئي على اليازغي الذي سيجد نفسه متجاوزا فيما يتعلق بالبت في مصير الشبيبة الاتحادية في وقت توجد فيه الاستحقاقات التشريعية على الأبواب بعد أن فشل ابنه في تأجيل هيكلة المكتب الوطني إلى ما بعد الانتخابات. وقد كشر كل أعضاء المكتب السياسي عن أنيابهم في مواجهة "نشرة اتحادي" لأن الثماني صفحات التي تتكون منها تتضمن معلومات كافية لخلخلة الأوضاع داخل حزب القوات الشعبية بحكم توجها بالنقد إلى أسماء بعينها الأمر الذي قد يتحول إلى فتنة في الأقاليم. من جهتها مازالت اللجنة التحضيرية لتيار أولاد الشعب لم تحسم في طريقة مساندة أصحاب نشرة اتحادي الإلكترونية؛ شأنها شأن الذين شملهتم القرار التأديبية المتمثلة في إحالة علي الغنبوري،ونوفل بلمير على اللجنة التأديبية،وترسيخ مكانة عبد المجيد مومر الذي لا تربطه أية علاقة ود مع الهادي خيرات خارج الاتحاد الاشتراكي.