سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المكتب السياسي «يحل» الشبيبة الاتحادية وسط تساؤلات حول الأسباب الحقيقية طرد عضوا قياديا بالمنظمة وأحال اثنين آخرين على لجنة التحكيم لاتخاذ قرار مماثل في حقهما
قرر المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي، في اجتماع له انعقد أول أمس الاثنين، طرد عضو للمكتب الوطني للشبيبة الاتحادية من الحزب وإحالة اثنين آخرين على لجنة تحكيم حزبية لاتخاذ قرار مناسب في حقهما، على خلفية إصدار الشبان الثلاثة لنشرة اعتبرتها قيادة الحزب «مسا» ببعض أعضائها ومنافية ل«ثقافة الحزب». وتقرر في ذات الاجتماع أيضا «حل» التنظيم الشبيبي للحزب عبر تشكيل لجنة من أعضاء المكتب السياسي، الذين سبق لهم التدرج في الشبيبة، تسهر على تدبير أمور المنظمة والإعداد للمؤتمر المقبل المتوقع تنظيمه بداية شهر أكتوبر المقبل، حيث تتكون اللجنة من كل من إدريس لشكر وحسن طارق وعبد الهادي خيرات وعبد الحميد الجماهري وجمال أغماني ومحمد البوبكري... ودافع جمال أغماني، عضو المكتب السياسي، عن قرار طرد عضو المكتب الوطني وإحالة الباقين على لجنة التحكيم، وطالب، خلال اجتماع أول أمس، بضرورة اتخاذ قرار «صارم» في حق الشبان الثلاثة، وذهب أبعد من ذلك حينما اعتبر أنه «إذا ما لم يتحقق ذلك، فسيكون الأمر بمثابة قتل للمكتب السياسي»، محاولا إبعاد تهمة «المشاركة في إصدار النشرة»، ولاسيما أن غالبية أعضاء المكتب السياسي تشير بأصابع الاتهام إليه. هذا، ولم تخف مصادر أخرى استغرابها سرعة اتخاذ قرار «حل» الشبيبة وتكفل أعضاء من المكتب السياسي بالإشراف عليها والإعداد للمؤتمر، وتساءلت المصادر ذاتها: «هل يستحق أن يكون عقاب سلوك، نشاز داخل المنظمة، هو اتخاذ قرار بحل الشبيبة؟»، وأضاف قوله: «إن الأمور تمت بسرعة كبيرة، ويبدو أن هناك جهات أخرى داخل الحزب يستهدفها القرار». وأشار مصدر آخر، رفض الكشف عن هويته، إلى أن احتدام الصراع بين أعضاء للمكتب السياسي قبيل انعقاد المؤتمر الوطني للحزب و«حرب» التحضير للاستحقاقات المقبلة «تم إسقاطهما على التنظيم الشبيبي للحزب»، مؤكدا أنها ليست المرة الأولى التي تحدث فيها مثل هذه الممارسات، قبل أن يستدرك قائلا: «لكن هذه المرة، بدا الأمر أكثر وضوحا من خلال رغبة بعض الأطراف في التخلص من الشبيبة ووأدها في المرحلة الراهنة». وكان فتح الله ولعلو، نائب الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي، قد أخبر أعضاء المكتب الوطني للشبيبة الاتحادية ب«استياء المكتب السياسي من سلوكات ومبادرات وإصدارات بعض أعضاء المنظمة التي لا تمت بصلة إلى ثقافة الحزب»، في إشارة منه إلى النشرة التي أصدرها الأعضاء الثلاثة للمكتب الوطني. وقال ولعلو، في اجتماع عُقد بمقر الحزب بالرباط يوم السبت الماضي: «إننا قررنا أن نتولى كامل المسؤولية بخصوص الشبيبة الاتحادية في أفق التحضير للمؤتمر الوطني الثامن للمنظمة»، قبل أن يرفع الاجتماع معلنا عن اختتامه في ظرف لم يتجاوز خمس دقائق.