أعلنت السلطات المحلية بإقليم صفرو حالة استنفار غير مسبوقة في عدد من أعالي الجبال بالإقليم، تجنبا لحصول مآسي إنسانية بسبب التحولات المناخية التي تعرفها هذه المناطق إبان موجة البرد والتساقطات المطرية والثلجية، كما حدث في سنوات سابقة في مناطق جبلية معزولة في مناطق الأطلس، وتواترت وفيات في صفوف الأطفال والمسنين في هذه المناطق بسبب موجات البرد وضعف الإمكانيات المادية للأسر. وقالت المصادر إن مسؤولين في وزارة الداخلية صعدوا إلى الجبال للوقوف على أوضاع سكانها، عبر مسالك وعرة استغرق قطعها عدة ساعات، وأشرفوا على ترتيبات أولية لمواجهة هذه التحولات المناخية التي يشهدها سكان أعالي الجبال بالإقليم في فصل الشتاء. وربطت المصادر بين إعلان السلطات المحلية لحالة استنفار في المناطق الجبلية ذات المسالك الوعرة، والبنيات التحتية الهشة، وبين برنامج وطني لوزارة الداخلية يتعلق بمحاربة آثار موجة البرد، ما مكن من تجاوز عدد من الآثار السلبية لعدم التدخل القبلي للسلطات للتخفيف من أضرار البرد في فصل الشتاء. ووفقا للمصادر، فإن وزارة الداخلية تنسق في هذه العمليات مع وزارة الصحة لتمكين سكان أعالي الجبال من الأدوية الأساسية، وتكليف أعوان السلطة بتدبير هذه الأدوية، وذلك مراعاة ل»الحياد» في التعامل مع السكان. وأشرفت مندوبية وزارة الصحة، في أوقات سابقة، على تنظيم دورات تكوين لفائدة أعوان السلطة العاملين في هذه المناطق، ما أهلهم لمباشرة توزيع الأدوية الأساسية للسكان في حالات أمراض عادية لها علاقة بالحمى، وأوجاع الرأس، والزكام. وأحدثت وزارة الصحة أطقما طبية متنقلة في هذه المناطق لزيارة المرضى في مداشرهم، وتقديم الإسعافات الأساسية لهم، مع التكفل بنقل المرضى والحوامل إلى المستشفى الرئيسي في المدينة، إذا ما استدعت الضرورة. ومن أبرز الإجراءات المتخذة لمحاربة آثار البرد في هذه المناطق توفير خدمات هاتفية مفتوحة لسكان الجبال المعزولة، مع تكليف أعوان السلطة بالإشراف على إدارتها، وتبليغ وزارة الداخلية ووزارة الصحة بحالات مرضية خطيرة، أو حالات لها علاقة بانتشار أوبئة. وقال مصدر مسؤول ل»المساء» إن وفدا رسميا تابعا لها زار أربع محطات جبلية في الآونة الأخيرة لتفعيل الإجراءات الوقائية من آثار البرد. وتعد منطقة «تيجما» من أكثر المناطق الجبلية التي تلحقها أضرار بسبب موجات البرد والتساقطات المطرية. وذكرت المصادر بأن المسؤولين المحليين زاروا عددا من المناطق الوعرة في جماعة العنوصر القروية نهاية الأسبوع الماضي، وتضم الجماعة تجمعات سكنية تقطن في مناطق يتجاوز علوها 1500 م. وتعيش جل هذه المناطق الجبلية بدون كهرباء، وأغلب الطرق الموصلة إليها غير معبدة، ولا تتوفر فيها تغطية الهواتف النقالة، ويعاني سكانها من الهشاشة الاجتماعية، وضعف الموارد.