موجة البرد بالمغرب ترتفع لحدودها القصوى اليوم وغدا وتستمر إلى نهاية الأسبوع الجاري قتلى في الجزائر وتعطيل حركة المرور وإغلاق المدارس بتونس قال محمد بلعوشي مسؤول الاتصال بمديرية الأرصاد الجوية الوطنية، إن موجة البرد القارس التي يعرفها المغرب حاليا ستستمر إلى نهاية الأسبوع الجاري وستعرف حدودها القصوى يومه الأربعاء وغدا الخميس. مبرزا أن هذه الموجة التي تجتاح عددا من الدول الشرقية والوسطى، ناجمة عن كتل هوائية قطبية قارية، تصل إلى شمال إفريقيا جافة وشديدة البرودة. مسجلا، أن درجات الحرارة الدنيا في عدة مناطق وجهات بالمملكة عرفت أرقاما قياسية بالنسبة لشهر فبراير الجاري، خاصة خلال الليل وبداية النهار، وأيضا في أوقات مختلفة من اليوم، وذلك لتأثرها بطبيعة هذه الكتل الهوائية القطبية القارية. وأشار بلعوشي إلى أنه بالرغم من الارتفاع الطفيف في درجات الحرارة، خلال اليومين الأخيرين، فإن نفس الأجواء الباردة التي تعرفها أوروبا، ستستأنف لتبلغ ذروتها يومه الأربعاء وغدا الخميس، وتوقع أن يقارب المحرار ناقص 7 درجات، ويتراوح ما بين ناقص 3 وناقص 7 درجات بالمرتفعات، ومن ناقص 1 إلى ناقص 3 بالمنخفضات، ومن 5 إلى 8 درجات بالسواحل. وأضاف أن كمية من الثلوج ستسقط بالشمال والمنطقة الشرقية، وفي مرتفعات الأطلس المتوسط والكبير، فيما ستعرف المناطق الداخلية على المنخفضات حالة من الجريحة. وتحسبا لموجة البرد القارس التي سيشهدها المغرب ابتداء من يومه الأربعاء، أطلقت وزارة الداخلية، والدرك الملكي ومؤسسة محمد الخامس للتضامن برنامجا خاصا للتضامن لفائدة سكان الجماعات التي تعاني بشكل حاد من موجات البرد وخاصة الدواوير بالمناطق الجبلية والمعزولة لجهة أزيلال- بني ملال، وجماعات أخرى تم تحدديها في الدوائر ذات التضاريس الوعرة. وتهم 11 ألف أسرة موزعة على 154 دوارا تابعا للإقليمين المذكورين، حيث ستستفيد هذه الأسر من أغطية ومواد غذائية ملائمة لفصل الشتاء. وأبرز بلاغ لمؤسسة محمد الخامس للتضامن أنه وعلى غرار البرنامج الذي قامت به خلال الأسبوع الأول من يناير الماضي لفائدة 33 دوارا المكونة لجماعة تونفيت، فإن هذا البرنامج موجه لمساعدة هذه الساكنة لمواجهة موجة البرد الاستثنائية. وبالجارة الجزائر، خلفت التساقطات المطرية والثلجية التي عرفتها العديد من المناطق منذ الجمعة الماضي، خلفت 15 قتيلا. واستنادا إلى حصيلة لوزارة الداخلية الجزائرية، فإن الأمر يتعلق بشخص جرفته مياه أحد الأودية ببلدية حمادي كرومة (ولاية سكيكدة) وآخر توفي جراء انهيار ثلجي ببلدية عبي يوسف (تيزي وزو)، فضلا عن 8 أشخاص لقوا حتفهم بسبب استنشاق غاز مونوكسيد الكربون و5 آخرين توفوا في حوادث السير. وذكر مصدر رسمي بداية الأسبوع الجاري، أن 116 رحلة ألغيت، يومي السبت والأحد الماضيين، من وإلى المطار الدولي بالجزائر العاصمة بسبب التساقطات المطرية والثلجية التي شهدتها المناطق الشمالية للجزائر. وأوضح المصدر أنه بالنسبة ليوم السبت الماضي، تم إلغاء 14 رحلة ذهاب من أصل 49 و9 رحلات إياب من أصل 46 على الخطوط الدولية، فضلا عن إلغاء 20 رحلة ذهاب من أصل 31 و16 رحلة إياب من أصل 33 مبرمجة في الخطوط الداخلية. وبالنسبة ليوم الأحد الماضي، يضيف المصدر، تم إلغاء 8 رحلات دولية انطلاقا من مطار الجزائر العاصمة من أصل 49، و8 رحلات إياب من أصل 46 مبرمجة في الرحلات الدولية. وفيما يخص عدد الرحلات التي لم تتم على مستوى الخطوط الداخلية يوم الأحد الماضي، أشار المصدر إلى إلغاء 22 رحلة ذهاب من أصل 30 و21 رحلة إياب من أصل 29. وحسب نشرة خاصة أصدرها الديوان الوطني الجزائري للأرصاد الجوية في بداية الأسبوع الجاري فإن التساقطات الثلجية ستتواصل إلى غاية يومه الأربعاء بالمناطق الواقعة وسط وشرق البلاد والتي يفوق ارتفاعها 500 متر. أما تونس، فتشهد مناطقه بالشمال الغربي وخاصة ولاية الكاف، منذ بضعة أيام اضطرابات جوية وتساقط كميات كبيرة من الثلوج خاصة في المرتفعات. ونقلت وسائل الإعلام التونسية عن السلطات المحلية بهذه المناطق أن سوء الأحوال الجوية وتساقط الثلوج بكثافة، تسببت في تعطل حركة المرور على عدد من المحاور الطرقية بمناطق الشمال الغربي للبلاد. وأضافت أن تساقط الثلوج لليوم الثالث على التوالي بولاية الكاف تسبب في إغلاق عدة مؤسسات تربوية، خاصة في المناطق القرية نتيجة انقطاع حركة المرور وصعوبة الوصول إليها، مشيرة إلى أن هذه المناطق لم تشهد تساقطا للثلوج بهذه الكثافة منذ أكثر من 12 سنة. وتواصل السلطات المختصة جهودها لفتح الطرق وضمان وصول المحروقات والمواد الغذائية إلى الساكنة، حيث شرعت في توزيع المساعدات من ملابس ومواد غذائية لفائدة الأسر الفقيرة والأكثر عرضة للتأثر بالظروف المناخية الصعبة. وتتوقع مصالح الأرصاد الجوية التونسية أن يتواصل انخفاض درجات الحرارة وسوء الأحوال الجوية إلى غاية يومه الأربعاء.