نددت مجموعة من الفعاليات الجمعوية بمدينة مكناس، بالظواهر «المشينة» التي ترافق موسم الولي الصالح الشيخ الكامل، الذي يقام بالمدينة الإسماعيلية، والذي يصادف الاحتفال به كل سنة مناسبة المولد النبوي العظيم، حيث تكتظ فضاءات المدينة بخيام المتوافدين المرتبطين روحيا بشعائر وطقوس الموسم الخاص بالشيخ الكامل. وأكدت مصادر «المساء» بأنه على الرغم من أن هذا الموسم يستقطب عددا من الزائرين كل سنة للاحتفال بهذه المناسبة الدينية، في جو فرجوي وروحاني تشارك فيه مجموعة من الفرق الشعبية التي تمثل التراث المغربي، وعلى رأسها فرق ( عيساوة، حمادشة...) التي تجوب محيط الضريح ومختلف شوارع مدينة مكناس القديمة، من باب الجديد وباب البرادعيين وشوارع السكاكين وظهر السمن والرامزين، كما تطوف محيط الضريح في تجاه سيدي سعيد وباب الخميس إلى ساحة زين العابدين إلى ساحة الهديم .... إلا أنه لا يخلو من مجموعة من الظواهر والسلوكات التي تتنافى مع هذه المناسبة. وتتجسد هذه السلوكيات بحسب المصادر ذاتها، في كون الموسم يعرف انتشارا واضحا للمنحرفين واللصوص الذين يستغلون الازدحام الذي يحدثه الزوار، فيشتغلون على شكل عصابات منظمة تنتشر في كل مكان، ليسلبوا المواطنين أغراضهم، عن طريق النشل أو عن طريق ما يسمى ب»السماوي» الذي يدخل في نطاق أعمال الشعوذة التي يقوم بها البعض قصد الإيقاع بضحاياهم. وما يميز هذه الأعمال والسلوكيات التي ترافق هذا الموسم أيضا، هو أن أصحابها يقومون بها بحرفية عالية، مستغلين غياب عناصر الأمن، بحيث تشكلت عصابات من ضمنها نساء يقمن بطقوس خاصة لها علاقة بالسحر والشعوذة بالقرب من الضريح، إذ يوهمن ضحاياهن بقضاء أغراضهن مقابل أداء مبالغ مالية لتحقيق ذلك. يشار إلى أن ضريح الشيخ الكامل كان منذ وفاته محطة بارزة في مكناس كلما حل عيد المولد النبوي الشريف، للحفاظ على ما كان يقام في حياته من شعائر دينية وليالي صوفية.