مع حلول ذكرى المولد النبوي الشريف تنشط حركية المواسم في عدد من المدن المغربية، وتشهد عدد من الأضرحة إقبالا كبيرا من قبل عدد من المواطنين الذين كما تظهر فيها ممارسات مخلة بالعقيدة والاخلاق ومظاهر أخرى وانحرافات على الرغم من أن الاسلام وضع قيودا صارمة على زيارة الأضرحة ويُحرم طلب الدعاء من الأولياء الصالحين فإن العادات المتوارثة تجعل الكثيرين يغضون الطرف عن هذه الحقيقية. وفي ضواحي مدينة مكناس، ينطلق موسم سيدي علي بن حمدوش مباشرة بعد ذكرى المولد النبوي الشريف، إذ يتقاطر الزوار من مختلف المدن المغربية على قرية «بني رشيد» وقرية «بني وراد» بضواحي مكناس، ومن طقوس زيارة هذا الضريح إشعال الشموع، وتقديم القربان، ثم الاغتسال داخل ما يسمى بحفرة «للا عيشة» الموجودة تحت الضريح بماء «العين الكبيرة» التي يعتقد أتباع الطريقة الحمدوشية أن «الشيخ علي بن حمدوش توضأ منها، وكانت سببا في نيل الآلاف للبركة والرزق. توافد الشواذ على هذا الموسم جعله إعلاميا يحمل اسم «موسم الشواذ» إضافة إلى اسمه الاول، وعلى الرغم من تبرؤ الشرفاء الحمدوشيين من الممارسات التي يعرفها والمنافية للأخلاق وتأكيدهم على ان الموسم مناسبة للتعبد والاحتفال بمولد الرسول الكريم، إلا ان ذلك لم يمنع انتشار مظاهر الشعوذة والانحرافات المصاحبة لها. في ضواحي مدينة مراكش، يتوافد العشرات من المغاربة على موسم مولاي ابراهيم الذي ينظم خلال ذكرى المولد النبوي، فوضى عارمة تشهدها المنطقة يشارك فيها دعاة الشعوذة والباحثون عن اللذة المحرمة ومتعاطي المخدرات واللصوص، إلى جانب هذه النماذج البشرية يصطف العشابون والعرافات في صف طويل يعرضون خدماتهم على زوار الموسم. الزوار من مختلف مناطق المغرب، يتحلقون حول الضريح للتبرك بكراماته، والتماسا لتحقيق حاجات دنيوية أو طلبا للشفاء من أمراض حار الأطباء في علاجها. هذه الأضرحة و ما يقع فيها من انحرافات وشركيات هي صورة تكاد تتكرر في مناطق أخرى من المغرب، ورغم محاولات العلماء والدعاة التحذير منها والتنبيه إلى خطورتها على عقيدة المسلم إلا أن الظاهرة مستمرة وتغديها لوبيات محلية تستفيذ من تلك المواسم كما يغديها قصور وسائل الاعلام العمومية في التحسيس بمخاطرها القيمية والأخلاقية.