قدم أعضاء تابعون للشبيبة الاتحادية بمدينة المضيق استقالة جماعية من حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، احتجاجا على «ما آلت إليه أوضاع الحزب محليا وجهويا ووطنيا»، والتي وصفها نص الاستقالة، التي توصلت الجريدة بنسخة مها، بكونها «تتنافى بشكل كلي مع القيم والمبادئ التي تشبعوا بها داخل حزب المهدي بنبركة». وقال عضو من الشبيبة الاتحادية إن الاستقالة تأتي أيضا للتنديد ب»تفويت الحزب بطريقة مشبوهة من طرف إدريس لشكر وإحدى عضوات المكتب السياسي مكلفة بجهة الشمال إلى محمد المرابط، أحد أباطرة الصيد الساحلي في ميناء المضيق، الذي حل بالحزب بعدما «رحل» إليه من حزب الاستقلال، مثلما جاءت الاستقالة ضد طريقة تدبير أمور الحزب من فوق، في تغييب تام للمناضلين الاتحاديين، الذين قضوا سنوات طوال في الحزب. وقال محدثنا إن أعضاء الشبيبة الاتحادية متشبثون باستقالتهم، فيما أفاد مصدر آخر أن سخطا عارما على حزب لشكر يسود عددا من المناضلين الاتحاديين الآخرين، بقرية الصيادين (المضيق)، من بينهم ثلاثة مستشارين حاليين وبعض نقابيي الفيدرالية الديمقراطية للشغل، بسبب تراكم الأخطاء القاتلة للحزب، التي أدت إلى تراجعه بشكل كبير بعدما كان هو المسير للبلدية على مدى دورتين وممثلا عنها في البرلمان. وقال أعضاء الشبيبة الاتحادية بمدينة المضيق إنهم أصبحوا غير مقتنعين نهائيا بنهج حزب لشكر وخطه السياسي، سيما أن الأزمة بين الشبيبة ومكتب الفرع ابتدأت منذ مرحلة انطلاق حركة 20 فبراير حينما أصرت الشبيبة الاتحادية آنذاك على الانخراط كليا فيها، حيث منحت المقر الحزبي لتنسيقية حركة 20 فبراير، مما أغضب المسؤولين الاتحاديين، إضافة إلى مقاطعة الشبيبة في المضيق للانتخابات، خلال فترة التصويت على الدستور، حيث بلغ الأمر حد التهديد بطردهم من الحزب. ودخل حزب الاتحاد الاشتراكي بالمضيق منزلقا خطيرا، بسبب الصراع القائم بين مناضلي حزب الوردة والملتحقين الجدد المحسوبين على الحزب العمالي سابقا، منهم من كان عضوا بحزب الاستقلال قبل الانتقال إلى الحزب العمالي، خلال فترة اندماجه ضمن الاتحاد الاشتراكي ليصبح بعد ذلك المسؤول الأول بحزب الوردة بالمضيق. ولم تستبعد مصادرنا انضمام بعض الأعضاء الاتحاديين إلى حزب اليسار الاشتراكي الموحد، لنفس الأسباب السابقة، مشيرا إلى أن ما يحدث داخل حزب الوردة «مؤامرة معدة سلفا الغاية منها ضرب وحدة وصف المناضلين الاتحاديين المتشبثين بنهج الاتحاد الاشتراكي ومبادئه الحقيقية».