مع اقتراب الانتخابات الجماعية المقرر إجراؤها في شهر يونيو المقبل، لم تتحدد بعد معالم القرار الذي ستتخذه الجمعيات الأمازيغية بشأن المشاركة في هذه الانتخابات من عدمها، وإن كان بعض الفاعلين الجمعويين الأمازيغيين يعتقدون أنه ليس هناك اتفاق موحد بين هذه الجمعيات بشأن الانتخابات، وأن كل طرف يتخذ الموقف بناء على ارتباطاته السياسية بالأساس. وقال مصدر مطلع إن الغموض يلف موقف الجمعيات الأمازيغية بشأن المشاركة أو مقاطعة الانتخابات الجماعية. وأوضح أن مواقف الجمعيات الأمازيغية تتأرجح بين دعوة الأحزاب السياسية المشاركة في الانتخابات إلى إدماج وإدراج المطالب الأمازيغية ضمن برامجها الانتخابية، والدعوة إلى المقاطعة. وحدها فيدرالية الجمعيات الثقافية للأمازيغية بالأطلس المتوسط التي عبرت صراحة عن موقفها بهذا الشأن والمتمثل في ترك المنتسبين إليها حق اتخاذ القرار الذي يرونه مناسبا. وقال رئيسها الحسان مصحو، «نحن لا نريد أن ندخل الأمازيغية في هذه المساومات. الأمازيغية أسمى وأجل، وليست مطية من أجل تحقيق مآرب شخصية». ومن جهة أخرى، صنف محمد الحموشي الناطق الرسمي باسم، جبهة أمياواي للعمل الأمازيغي، التي تضم 43 جمعية من مختلف مناطق المغرب، الجمعيات الأمازيغية من حيث موقفها من الانتخابات إلى ثلاثة أصناف. فهناك الجمعيات الأمازيغية المستقلة التي لها موقف سياسي من الانتخابات ولا يشاركون فيها. وأغلب تلك الجمعيات تابعة لما أسماه اليسار الجذري. أما الصنف الثاني فيتمثل في مجموعة من الجمعيات، المرتبطة بالأحزاب التي تشارك أصلا في الانتخابات يتمثل الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية أو الحركة الشعبية، في حين أن الصنف الثالث يمثل في الجمعيات المرتبطة بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية والتي اعتبرها الحموشي في اتصال مع «المساء» جمعيات «انتهازية». وأضاف الحموشي أن جبهة أمياواي التي يصنفها ضمن المجموعة الأولى، لا يمكنها أن تشارك «في انتخابات مفصلة على المقاس للأحزاب التي تريدها الدولة. نحن لن نشارك مادام ليس هناك إصلاحات دستورية تدمج الحقوق الأمازيغية، وطالما لم تتم تنقية اللوائح الانتخابية من التزوير وطالما لم يتم منح سلطات واسعة للمجالس المنتخبة».