خلفت التصريحات الصحفية، التي أدلى بها القيادي في حزب العدالة والتنمية، عبد العالي حامي الدين، حول دخول عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، على خط إنهاء إضراب المعتقلين السلفيين القابعين في سجن بوركايز، موجة غضب حادة في صفوف زوجات المعتقلين، وأعضاء قياديين في اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين. إذ اتهمت زوجة الشيخ السلفي، أبو معاذ نور الدين نفيعة، رئيس منتدى الكرامة، حامي الدين، ب«الخداع» و«الكذب» و«قلب الحقائق» و«التلاعب بمآسي المعتقلين السلفيين». ونفت زوجة الشيخ نفيعة، في بيان ناري توصلت «المساء» بنسخة منه، أن يكون حامي الدين قد زار عائلات المعتقلين السلفيين، خلافا لما جاء في تصريحات صحفية نسبت إليه، «بالرغم من اتصالاتنا به عشرات المرات منذ بداية الإضراب، وكان رده دائما بأنه يجري الاتصالات، وأن الأمر لن يتجاوز اليومين حتى بلغ إضراب أزواجنا 57 يوما، وهو الأمر الذي يدل بشكل واضح على أن الجهات التي اتصل بها، بما فيها رئيس الحكومة ووزير العدل، لم تقدم شيئا في ملف الإضراب»، يضيف البيان الناري لمريم الشقوري، زوجة أحد كبار شيوخ السلفيين في السجن، الذي اتهم أيضا رئيس الحكومة ب«التملص» من مسؤوليته تجاه ملف المعتقلين السلفيين. وتساءلت الشقوري باستغراب عن الأسباب التي دفعت بنكيران إلى عدم التدخل منذ البداية لحل الملف إذا كانت له القدرة على التدخل. واتهم البيان بشكل واضح قيادات حزب العدالة والتنمية ب»الاتجار في مآسي المسلمين ومشاعرهم ومصائرهم وحقوقهم»، واستعانت بآية قرآنية تقول:»يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون». وقدمت زوجة الشيخ نفيعة تفاصيل تخص مراحل الحوار من أجل إقناع السلفيين المعتقلين في السجن لإنهاء إضرابهم عن الطعام، وهي تفاصيل تتناقض مع الرواية التي قدمها القيادي في حزب «المصباح»، عبد العالي حامي الدين، في تصريحاته لبعض وسائل الإعلام. وقالت إن الحوار بين السلفيين وبين المدير الجهوي للسجون ومدير سجن بوركايز لم ينقطع منذ الأسابيع الأولى للإضراب. وقد توجت هذه الحوارات بالسماح لها رفقة زوجة معتقل آخر بحضور إحدى جلسات الحوار، بتاريخ 25 دجنبر الماضي، وهو نفسه اليوم الذي زارت فيه الزوجتان المندوبية العامة لإدارة السجون. وذكرت زوجة الشيخ نفيعة بأن مسؤولين كبارا في مندوبية السجون أذنوا لهما بحضور جلسات الحوار مع المضربين في سجن بوركايز، بينما أشار حامي الدين إلى أن حوار المعتقلين مع المدير الجهوي جاء عبر تدخل رئيس الحكومة. وتساءلت زوجة الشيخ نفيعة عن الأسباب التي دفعت رئيس الحكومة إلى عدم التدخل لدى الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بفاس، إبان منعها من طرف الوكيل العام ذاته من حقها القانوني في زيارة زوجها في المستشفى الجامعي الحسن الثاني وهو يرقد بين الحياة والموت، وفي وقت لا يزال فيه مضربا عن الطعام، بينما أورد حامي الدين، في تصريحاته، بأن بنكيران تابع بشكل شخصي ملف المعتقلين المضربين، وبأنه تدخل بشكل مباشر لدى الجهات المعنية، مما أسفر عن تعليق الإضراب، حسب روايته التي أكد فيها بأنه، بصفته رئيسا لمنتدى الكرامة، ربط اتصالات مكثفة مع عدة جهات، وهو يحل بفاس منتصف الأسبوع الماضي، لإنهاء إضراب دام ما يقرب من 57 يوما في سجن بوركايز للمطالبة، حسب تعبير المضربين، بالحق في الفسحة والخلوة الشرعية والإقامة بمعزل عن سجناء الحق العام.