صرح المدير العام للعلاقات الخارجية في اللجنة الأوربية «إينكو لاندابورو» بأنه قد يلتحق بالمغرب قبل أكتوبر المقبل لتسلم مهامه على رأس البعثة الأوروبية بالرباط، وبذلك سيكون أرفع مسؤول في اللجنة الأوربية يعين في منصب رئيس المفوضية بالمغرب، وسيخلف «لاندابورو» «دي طوما»، حسب مصدر في البعثة. ولم يكشف المدير العام «لاندابورو»، خلال لقاؤه مساء الاثنين الماضي وفدا صحافيا مغربيا يزور مؤسسات الاتحاد الأوروبي، عن أولوياته التي سيركز عليها خلال ولايته، وفضل الحديث عن مشاعره إزاء المغرب، خصوصا وأنه إسباني، بالقول إنه اختار المغرب من بين بلدان أخرى لما يحس به من تقارب مع شمال إفريقيا والعالم الإسلامي. وأعرب المسؤول الأوربي عن عزمه على تطوير العلاقات وتعميقها مع المغرب، ولاسيما مع نيله، قبل أشهر، وضعا متقدما مع الاتحاد الأوربي. وتوقع لاندابورو أن تنعقد أول قمة مغربية أوربية خلال النصف الثاني من 2009، خلال الرئاسة الإسبانية للاتحاد، والتي ينص عليها اتفاق الوضع المتقدم، ولن يتم التطرق خلالها للقضايا الثنائية وحسب بل ستشمل القضايا الشائكة المطروحة عالميا. وعرج الرئيس المقبل للبعثة على عدد من القضايا التي تحتل صدارة اهتمام الدبلوماسية الأوربية، كالأزمة المالية والتحدي الطاقي والتغيرات المناخية والعلاقات مع ما أسماه الشركاء الاستراتيجيين لأوربا، كالصين وروسيا واليابان والولايات المتحدة..». واعتبر أن سياسة الجوار، التي يعد المغرب من أبرز المعنيين بها، من أولويات الدبلوماسية الأوربية، بالإضافة إلى إيجاد مصالحة في منطقة البلقان في أفق منح دولها العضوية في الاتحاد، بيد أن عجز الدول الأوربية عن تحويل وحدتها الاقتصادية إلى وحدة في الموقف السياسي يجعل دور الاتحاد دون المستوى في العديد من الملفات الشائكة. وحرص المسؤول الأوربي على استثناء ملفين من هذا العجز، وهو التدخل العسكري الروسي في جورجيا والأزمة العالمية، ففي الوقت الذي ظلت فيه واشنطن دون تحرك دبلوماسي بادر الاتحاد إلى التدخل لدى روسيا لوقف الحرب. وبعيد ظهور أولى تجليات الأزمة المالية، استنفرت أوربا طاقتها وطلب من واشنطن التحرك أيضا. هذه التطورات وغيرها تدفع، حسب لاندابورو إلى تزايد الرغبة في لعب أوربا دورا سياسيا أكبر، وعدم ترك الساحة للأمريكيين لتحقيق نوع من التعددية في القوى العالمية التي تتدخل في العلاقات الدولية. وبخصوص الاتحاد من أجل المتوسط، رأى المتحدث نفسه أن من مصلحة الجميع عدم عرقلة انطلاقة هذا المشروع المبني على اتحاد حول مشاريع مرتبطة بقطاعات حيوية، بعدما جمدت الحرب الإسرائيلية على غزة كل التحركات التحضيرية لإرساء هياكل الاتحاد والمسؤولين عنه. وقال المسؤول الأوربي إنه لا يعيب على العرب موقفهم من الدولة العبرية في إطار هذا المشروع الجديد، «فما حصل في غزة رهيب»، وبكلمات دبلوماسية منتقاة تفادى لاندابورو انتقاد إسرائيل لجرائمها في القطاع وفلسطين عموما، مضيفا قوله: «علينا تجاوز الماضي دون نسيانه».