رسم أجواء الاحتفال برأس السنة، وكيفية تغطية رجال الأمن للأحداث يصعب رصده بجرة قلم، لأنه ليل استثنائي يتعلق بالمدينة الغول، المعروفة بالدارالبيضاء، تتبع كل خيوطه أو سرد كل مشاهده ضرب من الخيال، لأن الأمر يتعلق بليل «البوناني» الذي اختلطت فيه مظاهر الثراء بالفقر المدقع، الجمال بالبشاعة، العفة بالدعارة، السكر الطافح بالساهرين لأداء صلاة الفجر، ولم يبق في الخامسة صباحا غير متهمين بالسكر العلني وآخرين بالاتجار في الكوكايين، ومشتبه بهم بالسرقة بالخطف والاعتداء على المنتشين بفرحة رأس السنة الميلادية. اعتقال مروج للكوكايين بحي الأميرات، وانقلاب سيارة بنفق الروداني، وصفع معاق لرجل أمن بعد توقيفه وتوقيف متهمين بالسرقة والفساد، وامتلاء المركز الأمني «كليبسو» بالشريط الساحلي عن آخره بالمتهمين، أهم ما ميز ليلة 2014، التي لم ترفع فيها الترتيبات الأمنية إلا قبل صلاة الفجر بقليل. حين كانت عقارب الساعة تزحف نحو الثامنة والنصف مساء، تجمع أمام بهو ولاية الأمن بأنفا أزيد من 40 عنصرا من الصقور على متن دراجات نارية مختلفة أغلبها من نوع «تي ماكس» يرأسهم مسؤول أمني حاول تقسيم المهام فيما بينهم عبر توزيعهم على مناطق معينة بالدار البيضاء قصد مباشرة حملات تمشيطية بأهم النقط السوداء قبل إعلان صافرة انطلاق «البوناني». سائق سيارة النجدة التي كانت تضم الصحافيين، أعرب بداية عن تذمره من كونه يسوق السيارة لأول مرة، مشيرا إلى أنه لا يعرف مكان الفرامل أو حتى كيفية التعامل مع المقود، في حين أشار عنصر آخر من الصقور، أمام مجموعة من الصحفيين، إلى أنه عمل منذ السابعة صباحا من يوم أول أمس الثلاثاء وسيستمر عمله ليلا إلى أن يغادر الدار البيضاء في اتجاه الرباط في الثامنة صباحا من أمس الأربعاء. جهاز اللاسلكي، الذي رفض ضابط بالزي المدني أن يرفع صوته لاطلاع الصحافيين على الإرساليات الواردة، لم يتوقف وكانت البداية بإخبارية بشأن سيارة متوقفة فوق إحدى القناطر بقلب الدار البيضاء، الأمر الذي تسبب في حوادث سير، مما عجل بتحرك رجال الأمن نحو مكان الحادث. بالرغم من أن الساعة لم تتجاوز التاسعة مساء، فإن بعض الحانات بمركز مدينة الدار البيضاء كانت تلفظ زبائنها وهم في حالة سكر طافح مساء أول أمس الثلاثاء، في حين استمرت جولة رجال الأمن رفقة «المساء» عبر أهم الشوارع بالدارالبيضاء كالزرقطوني وأنفا والمقاومة. البرقيات العادية عبر جهاز اللاسلكي لم تتوقف، أهمها اعتداءات بمنطقة الحي الحسني ودرب عمر وسرقات بالخطف وحيازة مخدرات وقنينات خمر ومشتبه بهم مشكوك في أمرهم يجري توقيفهم أحيانا للتحقق من هويتهم، وأحيانا أخرى لاستعراض العضلات أمام عدسات المصورين الصحافيين الذين كانوا يقتنصون كل لحظة لتوثيقها. الحصيلة الأولية بمركز مداومة الروداني بالدار البيضاء كانت أزيد من 45 معتقلا، أخلي سبيل 20 منهم بعد إنجاز محاضر تصالحية والتحقق من هوية الآخرين، في حين احتفظ ب 25 متهما رهن الحراسة النظرية بعد متابعتهم بتهم مختلفة منها ترويج المخدرات والسرقة والشذوذ الجنسي والفساد. قرب سينما «فيردان» بشارع بوردو بمركز الدار البيضاء، تمدد شخص مخمور على الأرض والناس يعبرون بالقرب منه ولا يعيرونه اهتماما، أما سيارات الأجرة من الصنف الكبير، الرابضة قرب محلات باب مراكش المغلقة بنفس الشارع، فكانت تقف محملة بالركاب وتغادر مركز المدينة شبه فارغة في انتظار ساعة قبل «البوناني» للتوجه للشريط الساحلي. جهاز اللاسلكي لم تتوقف به التعليمات للتوجه إلى مناطق معينة بالدار البيضاء لإيقاف متهمين، وأحيانا تعليمات بالانضباط والالتزام بالمهنية، نظرا لتواصل رجال أمن بلغة دارجة، حيث فاجأ رجل أمن الكل وهو يتواصل مع القيادة بالقول «الله يحفظك أخويا». وتدفقت جحافل المحتفلين ب»البوناني» على كورنيش عين الدياب بالبيضاء، وعج الشريط الساحلي بآلاف المواطنين بعد منتصف الليل، وشوهد أوروبيون ومواطنون من دول إفريقيا جنوب الصحراء بالمركز الأمني «كاليبسو» بعد أن لعبت الخمر برؤوسهم، في حين تحولت مطاردة معاق كان يسوق دراجة نارية صينية إلى حدث حرك رجال الأمن، خاصة بعد مطاردته ومقاومة المعاق لرجل الأمن بعد صفعه ضابط شرطة، قبل أن يجري تصفيده واعتقاله. سيارة النجدة التي كانت تحمل الصحفيين وتحمل الرمز 256 للتواصل معها عبر جهاز اللاسلكي، كانت تتلقى تعليمات بضرورة حمل رجال الأمن كلهم للصدريات التي تحوي رمز الشرطة، في الوقت الذي حاول رجال الأمن بها التركيز على الشوارع الرئيسية وتوقيف مشتبه بهم بسياقة دراجات نارية تستعمل للسرقة بالخطف أو إيقاف مشتبه بهم بالسكر العلني أو ترويج المخدرات. بعيدا عن الشريان النابض للدارالبيضاء توصلت «المساء» بمعلومات مفادها توقيف أمن الفداء درب السلطان لمروج مخدرات وخمور معروف ب»الكروسيست» كان يستعمل كلبا من نوع «بيتبول» لتأمين منزله الذي حوله إلى متجر لبيع الخمور والشيرا بمناسبة احتفالات رأس السنة، وبالقرب من حي الأميرات بمحيط المركب الرياضي محمد الخامس بالبيضاء تم توقيف شخصين على متن سيارة «فولسفاكن كولف» وبحوزتهما 16 غراما من الكوكايين تبين أنهم يروجانها بملاه ليلية معروفة. بعيدا عن سيارة النجدة التي كانت تقل الصحافيين، وقرب ملاه ليلية مصنفة بدت فتيات فارعات الطول، ممشوقات القد، خرجن لكشف تضاريس أجسادهن لدقائق معدودة قبل دخولهن مقاهي نرجيلة 5 نجوم لا تشملها الحملات الأمنية المناسباتية، زبائنها من صنف خاص أغلبهم من المولوعين بالليل وصخبه وآخرين من دول الخليج وبعض من الذين فروا بجلدهم بعد اندلاع الثورة الليبية. بقلب الشريط الساحلي عين الذياب يتوارى ملهى معروف لتقديم الشيشا ب200 درهم للواحدة إضافة إلى مشروبات كحولية تجاوز ثمن القنينة الواحدة 5000 درهم، الملهى عبارة عن فيلا فارهة بأبواب حديدية يتقدمها «فيدورات» لرصد الزبناء وكل الوافدين الجدد. بمراكز المداومة سواء بولاية أمن أنفا أو ببوركون كان للمعربدين نصيبهم من ليلة رأس السنة، أغلبهم من ذوي السوابق العدلية في حين اعتقلت متهمات بالفساد وآخرون بالشذوذ الجنسي. عند ملتقى الطرق «سبع شوانط»، «تنهب» عجلات سيارات مجنونة إسفلت شارع الزرقطوني أمام مقر ولاية أمن الدارالبيضاء، الليل والنهار سيان. رغم أن الساعة لم تتجاوز الثالثة صباحا، فإن بعض الحانات بمركز مدينة الدارالبيضاء كانت تلفظ زبائنها وهم في حالة سكر طافح، أما زنقة الأمير مولاي عبد الله أو»البرانس» كما يسميه سكان العاصمة الاقتصادية فقد كان يعج بالمارة وباعة تذكارات احتموا من رذاذ المطر تحت أسقف محلات تجارية تعرض ملابس في»فترينات» مضاءة. عقارب الساعة تشير إلى الثالثة والنصف صباحا بعين الذياب، دخلنا علبة ليلية يطل بابها على البحر بجوارها كان مثليون يتمايلون في غنج محاولين إثارة بعض المارة من أمام الملهى، يرسلون نظرات من عيون ذابلة، من بينهم الملقب ب»كفتة بايتة» الذي غير من هيئته الرجولية وجعل له بعد عملية تجميلية ثديان، اكتفيت بتمشيطهم بعيني وقلت في نفسي «الله يلعن الشيطان» قبل أن أهبط إلى عالم الموسيقى الصاخبة. عقارب الساعة تشير إلى الخامسة والربع صباحا، هواء صباحي منعش وسيارات أجرة تطوي الإسفلت بشارع إبراهيم الروداني، وشارع أولاد زيان، قرب المركز التجاري درب عمر عربات خشبية، بسلع متنوعة، يجرها آدميون حلوا مكان دواب لكسب لقمة عيش هنية، في الطريق إلى منزلي علمت جيدا أنني لم أنجز المهمة المطلوبة مني على أحسن وجه لأني نسيت نصف ما وقع في المدينة، الغول في ليلة واحدة، ولم يبق أمامي سوى هاجس الاستيقاظ بعد ثلاث ساعات للالتحاق بالعمل، قبل الصعود إلى المنزل وركن السيارة وجدنا عرسا بحينا الشعبي يلفظ أنفاسه الأخيرة، ولم نسمع إلا مقطعا آخر من أغنية لا أعرف صاحبها تقول «يا اللي علمتيني نسهر علمني كيفاش نام». اعتقال 110 أشخاص من بينهم 25 مبحوثا عنهم 87 في حالة تلبس المساء تقضي ليلة رأس السنة مع «بوليس» الرباط الرباط - مصطفى الحجري
لحظات قليلة بعد أن ترجلت عناصر فرقة الأبحاث والتدخل من سيارة الأمن في حدود الساعة التاسعة ليلا، لتمشيط أحد الأزقة المحاذية لشارع الحسن الثاني، تم توقيف أول صيد ثمين لهذه الليلة بعد أن تمت مباغتة شخصين جالسين أرضا بمحاذاة مقر وزارة العدل، ويحتسيان جعة من النوع الرديء. ملامح الصدمة بدت على أحدهما الذي كان في حالة سكر واضح، في حين استسلم نديمه لحالة من الذهول جعلته يعجز عن إغلاق فمه، قبل أن ينخرط الاثنان في مسلسل «الرغيب» والاستجداء، ليجربا عبثا إقناع عناصر الفرقة بأنهما كانا سيشربان «جوج بيرات» لا غير، وينصرفان لحال سبيلهما. بعد نقل الموقوفين إلى داخل «الفاركونيط»، انخرط أحدهما في البكاء بشكل صبياني، وهو يؤكد أنه تلميذ في الثانوي، ولا بد له من العودة لأن أمه مريضة، فجاراه ضابط الأمن في لعبته، بعد أن طلب منه أن يذكره بآخر درس حضره، لكنه عجز عن ذلك، وصمت لحظات، قبل أن ينخرط في نوبة بكاء أخرى، ويصرخ و»راني مريض نفسانيا، شربت بيرة والثانية عاد حليتها». بعد أن حان الدور على رفيقه القوي البنية، حاول بدوره إقناع الأمن برواية «جوج بيرات»، واستعمل خطابا حقوقيا في مواجهة الأسئلة المتتالية لعناصر الدورية، بعد أن قال وهو يضغط على الكلمات، «أنت بوليسي لكن أنا أيضا مواطن»، قبل أن يتضح أن له سوابق قضائية، ربطها بحيازة المخدرات، لكن بعد الوصول إلى مقر ولاية الأمن، وإخضاعه للتنقيط اتضح أنه مطلوب بموجب مذكرة بحث تتعلق بتكوين عصابة إجرامية. الاستعدادات لرأس السنة بولاية أمن الرباط انطلقت بشكل مبكر، إذ تم تجنيد جميع العناصر الأمنية بمختلف الفرق وتوزيع المهام عليهم من أجل ضمان تغطية أمنية شاملة للعاصمة، من خلال دوريات راجلة، وأيضا دوريات بالدراجات النارية وسيارات الأمن الوطني. الانتشار الأمني المحكم مكن من تنفيذ سلسلة من العمليات الاستباقية، علما أن معظم المجرمين الذين «يحترمون عملهم»، يتفادون الخروج في هذه الليلة حتى لا يتحولوا إلى فأر في عرس للقطط، بسبب حالة التأهب الأمني، لكن ذلك لا يفلح في إقناع بعض العناصر التي تفرط في استهلاك المخدرات بالاستفادة من راحة بيولوجية إجبارية بمناسبة رأس السنة، ما يجعلها صيدا سهلا لمصالح الأمن، إذ بلغ عدد الأشخاص الذين تم اعتقالهم بمدينة الرباط 110 أشخاص، منهم 87 شخصا في حالة تلبس بجرائم مختلفة منها المساس بالأشخاص والممتلكات والاعتداء على الأصول، و25 شخصا صدرت في حقهم مذكرات بحث، فيما بلغ عدد الموقوفين بمدينة سلا 70 شخصا 57 منهم في حالة تلبس و13 مبحوثا عنه. الساعة تشير إلى العاشرة والنصف بحي اكدال الراقي، هنا مظاهر الاحتفال واضحة في واجهات المحلات، وفي جيوب ووجوه المارة الذين حرص بعضهم على شراء الهدايا، وارتداء قبعة نويل أو ملابس كرنفالية تكسر روتين السنة، هنا أيضا الإنارة والبهرجة الضوئية على أشدها مع هدوء لم تسجل معه أي حوادث تتطلب تدخلا أمنيا. هذه الصورة ستنعكس تماما بعد الانتقال إلى أحد أخطر النقط السوداء بالعاصمة «دوار الدوم»، ترجل أفراد الدورية لينزلوا في منحدرات أزقة لا يتجاوز عرض بعضها المتر أحيانا، وسط مئات المنازل العشوائية التي تشبه «غيتوهات» أمريكا اللاتينية، هنا ظلام دامس ورائحة رطوبة ووجوه بائسة تتابع تحركات العناصر الأمنية بريبة واضحة، وهي تختفي وراء أكوام من الملابس بفعل البرد القارس. بدوار الدوم تم إخضاع عدد من المشبوهين لتفتيش وتدقيق في الهوية في عملية مراقبة لم تسفر عن أي شيء، رغم وجود معلومات عن نقطتين غير ثابتتين لبيع الشيرا، لنعود أدراجنا للسيارة نحو وجهة جديدة. يقول عنصر بالدورية إن التدخلات الأمنية بمثل هذه الأحياء قليلا ما تعطي نتيجة، لوجود تعاطف فيما بين السكان، حيث يقوم في بعض الأحيان أطفال صغار، وفتيات، بتنبيه الباقين لوجود الأمن من خلال الصفير، ما يمكن المبحوث عنهم من الفرار وسط جغرافيا الحي الصعبة، والتي تتميز بمنحدرات وأزقة عبارة عن متاهة حقيقية. جهاز اللاسلكي لم يتوقف عن إرسال تقارير شفهية عن الوضع، قبل أن يتم الإبلاغ عن اعتقال عنصرين ضمن عصابة نفذت عددا من العمليات على مستوى حي التقدم لننتقل إلى دائرة اليوسفية. هناك اكتشفنا أن الأمر يتعلق بأربعة أشخاص كانوا في حالة سكر قاموا بمحاولة سرقة سائق سيارة أجرة بالعنف، بعد أن ارتمى أحدهم على عجلة القيادة محاولا إرغامه على التوقف، لكن السائق تمكن من الانطلاق بسرعة باتجاه دورية أمنية كانت تمر بالقرب منه، ليتم اعتقال عنصرين من أفراد العصابة فيما لاذ اثنان آخران بالفرار. بمقر الدائرة تعالى صراخ قوي تبين أنه لأحد الموفقين، وهو شخص في العقد الخامس، بفم ودع جميع أسنانه، ليتحول إلى فجوة سوداء، سكره الطافح جعله يمعن في الصراخ، وهو يعلن توبته، ويقول «ثلاثين شدة ... راه تبت موراها.. ما كاين لا حشيش لا قرقوبي»، ثم واصل وهو يلهث «راه مادرت والو.. شارب غي جوج بيرات» ليتضح أن موضة الليلة، والرمز السري لمواجهة الأمن، هي جملة «جوج بيرات». بالقرب منه وقف عنصران من أفراد العصابة التي قامت أيضا بتنفيذ سلسلة من عمليات السرقة بالعنف، حيث حجز لديهما ثلاثة هواتف نقالة، بعضها لازال «حيا» أي أن أفراد العصابة أغفلوا إغلاقه، وهو ما سيمكن عناصر الأمن من تحديد هوية الضحايا انطلاقا من الأرقام الموجودة فيه. أحد المتورطين ضمن هذه العصابة كانت بعينيه حمرة غريبة، وبالكاد يستطيع فتحهما لتتبع ما يجري داخل مقر الأمن، فيما بدا على زميله الصغير في السن، أنه هاو يتلمس طريق الاحتراف لا يزال «موسطاج» الطفولة على وجهه، غير أنه سيجد الوقت الكافي لحلقه بعد أن تتم محاكمته بتهمة تكوين عصابة إجرامية والسرقة بالعنف. أحد «منحوسي» رأس السنة ممن وقعوا في يد العصابة، قدم لنا تفاصيل سرقة بئيسة تعرض لها، الضحية شاب نحيل بشكل مبالغ فيه، ولا تزال صفرة «الخلعة» بادية على ملامحه بعد أن هاجمه أربعة مجرمين قاموا بصفعه و»بهدلته»، ليستولوا على هاتفه النقال ومبلغ ستة دراهم، أكد بأنها ثروته التي لا يمتلك غيرها. عناصر فرقة الأبحاث والتدخل لا تكتفي بالتمشيط بل تعتمد أيضا على معلومات من المخبرين من أجل تحديد مكان بعض وجوه «الشرع» المطلوبة، ومنهم لص تمكن قبل ثلاثة أيام من الاستيلاء على مبلغ سمين بحي اكدال بعد أن طار بحقيبة سيدة كانت بها سبعة ملايين سنتيم. الجو البارد أجبر الكثيرين على المغادرة، ففي حدود الساعة الحادية عشرة ليلا بدت مدينة الرباط فارغة، وحدها محطات سيارات الأجرة وبوابات بعض الحانات والعلب الليلية كانت تشهد بعض الحركة التي يؤثثها صراع لفظي بين الفيدورات وزبناء آخر لحظة، ممن يرغبون في استقبال السنة الجديدة وسط الصخب . بدوار الكورة يتم الإبلاغ عن قاصر في حالة تخدير شديدة قام بإلحاق خسائر ببعض الممتلكات، فتم توقيفه قبل أن يرد تقرير آخر عن تبادل للضرب والجرح بواسطة السلاح الأبيض بين شخصين أصيب على إثره أحدهما بنزيف دموي حاد فيما تم توقيف المتورط الذي سيستقبل السنة الجديدة في السجن، فيما سينقل الضحية وسط دمائه إلى قسم الإنعاش إن عاش طبعا.