استنفر نصب سكان دواوير بالسكامنة أولاد عياد التوالت ست خيام، مساء الجمعة الماضي، مختلف الأجهزة الأمنية بالإقليم، إذ انتقلت إلى الأرض المسماة "الحجرة البيضاء" قصد إزالة هذه الخيام وإعادة الهدوء إلى المنطقة، التي تعرف في الآونة الأخيرة حالة من التوتر بين أعضاء التعاونية الفارسية وسكان دواوير بالسكامنة، الذين أعلنوا عن خوضهم اعتصاما مفتوحا ونصب خيام بأرض "الحجرة البيضاء" احتجاجا على اعتقال السلطات خمسة أشخاص ينحدرون من دوار البيرات على خلفية اتهامهم بالاعتداء على فلاح من سكان التعاونية الفارسية وإلحاق أضرار مادية بجراره حين كان يقوم بحرث أرض يعتبرها سكان السكامنة المحتجون تدخل ضمن الأراضي المتنازع عليها بين الطرفين. وحاولت السلطات الإقليمية فك الاعتصام بالحوار، وبطريقة سلمية دون اللجوء إلى استعمال القوة لإزالة الخيام عن طريق تدخل القوات العمومية، والتي ظلت مرابطة في المكان منذ الساعة الخامسة مساء من يوم الجمعة الماضي إلى الساعة العاشرة ليلا، في انتظار تلقي تعليمات قصد التدخل أمنيا لإزالة الخيام، وجندت السلطات الإقليمية لفك اعتصام سكان دواوير السكامنة حوالي 1000 عنصر من فرقة التدخل السريع التابعة لجهوية الدرك الملكي بسطات، وما يزيد عن 400 عنصر من القوات المساعدة التابعة للقيادة الإقليمية بسطات وأزيد من 42 سيارة، وخمس حافلات، إلى جانب مجموعة من السيارات من نوع "جيب" التي طوقت سكان الدواوير المحتجة استعدادا لعملية التدخل لفض الاعتصام، إلا أن حوارات ماراطونية جمعت جملة من المسؤولين سواء من السلطات الإقليمية أو الأمنية ببعض ممثلي السكان المحتجين خلصت إلى فك الاعتصام وهدم الخيام سلميا مقابل عقد لقاء بوالي الجهة قصد إيجاد حل للمشكل. وكان السكان المحتجون قد دخلوا اعتصامهم المفتوح للمطالبة، من جهة، بإطلاق سراح المعتقلين الخمسة من أبناء الدوار الذين يقبعون بسجن ابن احمد على ذمة الاعتقال الاحتياطي بعد اتهامهم بالاعتداء على الفلاح المذكور، ومن جهة ثانية لمطالبة وزير الداخلية بالتدخل لوقف ما أسموه خروقات طالت الأراضي السلالية "الحجرة البيضا" من طرف التعاونية الفلاحية الفارسية، مصرين في الوقت ذاته على تحقيق مطلبهم بتوقيف عمليات الحرث التي يباشرها أعضاء التعاونية في أرض السيكي موضوع النزاع، مطالبين بالحصول على التزام موقع من رئيس التعاونية المذكورة تحت إشراف السلطات المحلية يرمي إلى وقف عمليات الحرث إلى حين تسوية المشكل بين الأطراف المتنازعة، وتوقيع التزام آخر يتم بموجبه التنازل عن الدعوى المرفوعة ضد المعتقلين الخمسة، ملوحين بالعودة للاحتجاج وخوض مختلف الأشكال النضالية في حال عدم تحقيق مطالبهم.