قطع العشرات من سكان التعاونية الفارسية بجماعة السكامنة (إقليم سطات) ما يزيد عن 80 كيلومترا، الاثنين الماضي، صوب مقر ولاية جهة الشاوية ورديغة لمطالبة السلطات الإقليمية بالتدخل العاجل لفك الحصار الذي ضربته دواوير السكامنة أولاد عياد التوالت على أراضي "السيكي"، ومنعتهم من حرث أراض مملوكة، وفق تعبيرهم، للتعاونية الفارسية. وتدخلت عناصر الدرك الملكي لمنع المحتجين، الذين حجوا بالعشرات على متن سيارات "ترانزيت"، من الوصول إلى مقر ولاية جهة الشاوية ورديغة للاحتجاج، قبل أن يسمح لهم، بعد ساعات من التوقيف، بإكمال المسيرة نحو مدينة سطات، وغير بعيد عنها تم توقيفهم مجددا وطلب منهم ترك سياراتهم جانبا ومواصلة المسيرة على الأقدام إلى حدود مقر الولاية. وردد المحتجون، الذين وصلوا إلى مقر ولاية جهة الشاوية ورديغة عند غروب شمس الاثنين الماضي، شعارات طالبوا من خلالها بوشعيب المتوكل، والي الجهة وعامل إقليم سطات، بالتدخل العاجل لحل المشكل الذي عرقل انطلاق عمليات الحرث خلال الموسم الفلاحي الحالي، وجعل ساكنة التعاونية الفارسية تعيش نوعا من الهلع والرعب. ووفق أيوبي محمد، رئيس التعاونية الفارسية، فإن المسيرة تهدف إلى حماية حق أعضاء التعاونية في أرضهم البالغة مساحتها 2247 هكتارا، وهي أراض محفظة بما فيها أرض "سيكي" خاصة بالحرث، مشيرا إلى أن هذه الأرض منحت للتعاونية عن طريق ظهير شريف سنة 1972 في إطار الإصلاح الزراعي، وقسمت وقتها على 58 فردا وهو الثابت فيما جاء في الجريدة الرسمية. وكان الطرف الآخر في النزاع، سكان دواوير اولاد عياد التوالث، قد قاموا بعد عشرين يوما من الاحتجاج أمام مقر جماعة السكامنة بنصب ستة خيام، مساء السبت الماضي، بأراض خاصة بالرعي "السيكي" لمطالبة وزير الداخلية بالتدخل لوقف ما اعتبروه خروقات طالت الأراضي السلالية "الحجرة البيضا" من طرف التعاونية الفلاحية الفارسية، وكان رئيس دائرة ابن احمد قد فتح حوارا مع المعتصمين من أجل إقناعهم بهدم الخيام والعودة إلى منازلهم، لكن هؤلاء أصروا على المبيت في العراء ومواصلة اعتصامهم من أجل تحقيق مطلبهم الرامي إلى توقيف عمليات الحرث التي كان من المزمع أن يباشرها أعضاء التعاونية في أرض "السيكي" موضوع النزاع، مطالبين بالحصول على التزام موقع من رئيس التعاونية المذكورة تحت إشراف السلطات المحلية يرمي إلى وقف عمليات الحرث إلى حين تسوية المشكل بينهم وبين التعاونية الفارسية.