تحدث حسن بنعبيشة، المدرب الجديد للمنتخب المحلي خلقا للطوسي المنتهي عقده، عن طبيعة العقد الذي يربطه بالجامعة بعدما كان مدربا لمنتخب الشبان، دون أن تفوته الفرصة لإماطة اللثام عن الاكراهات التي تواجه المحليين قبل خوض غمار الاستحقاق القاري. بنعبيشة تحدث في حواره مع «المساء» عن المعايير التي اعتمدها للحسم في هوية اللاعبين الذين سيرافقونه إلى جنوب إفريقيا، متمنيا ألا يزداد مشكل الإصابة إلى الاكراهات التي صادفها. هذه المحاور ومواضيع أخرى تكتشفونها في الحوار التالي : - بداية، هل تعتقد أن الوقت كاف للتحضير بالشكل الأمثل للاستحقاق القاري؟ لا أخفيكم سرا أننا تأخرنا كثيرا في بداية التحضير لنهائيات كأس إفريقيا للاعبين المحليين، وما هو متاح أمامنا حاليا هو الاكتفاء بمعسكر إعدادي واحد بداية من الاثنين المقبل حتى يوم الخميس، لكننا نراهن في المقابل على جاهزية اللاعبين المحليين بحكم أن البطولة الوطنية لم تشهد التوقف وهذا عامل إيجابي ساهم في الحفاظ على الجاهزية، كما أننا نرغب في استثمار الحضور الجيد والوازن لفريق الرجاء في نهائيات مونديال الأندية لضخ جرعات إضافية من الثقة في صفوف اللاعبين حتى نكون مجموعة متجانسة تتكلم لغة واحدة وتؤمن بقدرتها على تحقيق المبتغى انطلاقا من تشبعها بقيم التحدي والرغبة في التوقيع على مشاركة متميزة تكون بمثابة مواصلة المشوار الذي ابتدأه الرجاء بعدما نجح في تمثيل كرة القدم الوطنية في محفل دولي من قيمة مونديال الأندية أمام فرق عالمية وازنة. - هل لنا بمعرفة المعايير التي اعتمدت عليها لتحديد اللائحة الأولية؟ المعايير واضحة ومتفق عليها بحكم أن أرضية الملعب هي المرآة وهي هوية كل لاعب، أنا متابع للبطولة الوطنية ومتتبع لمردود اللاعبين، كما أسلفت الذكر البطولة لم تتوقف وهو ما مكن من معاينة أداء مجموعة من اللاعبين في مجموعة من المباريات بشكل متسلسل، كما أنني حاولت الاعتماد على لاعبين شبان أعرف عن قرب مؤهلاتهم بحكم أنه سبق لي الإشراف على تدريبهم في منتخب الشبان، وأضفت إليهم لاعبي الرجاء الذين أبهروا العالم وتألقوا وكانوا بمثابة خير سفراء لكرة القدم الوطنية، لقد حاولت أن أكون خليطا متجانسا ومتكاملا من اللاعبين زاوجت فيه بين خبرة المخضرمين وطموح الشبان حتى نصل إلى التوازن المطلوب. - وهل من إكراهات واجهتها لدى تحديد اللائحة التي ستخوض غمار الاستحقاق القاري؟ بكل تأكيد، اصطدمت بعراقيل حاولت جاهدا أن أجد لها حلولا سريعة، بداية كان علي تحديد لائحة أولية من 26 لاعبا تراعي المعايير المطلوبة والتي تتمثل في المستوى والجاهزية، سيما أننا مطالبون بإرسالها يوم الاثنين إلى الاتحاد الإفريقي لكرة القدم علما أن مباريات البطولة ستجرى نهاية الأسبوع، مع ما يصاحبها من إمكانية إصابة أحد اللاعبين لا قدر الله، وعليه فقد قمت بإعداد لائحة أولية ستصبح يوم الأحد نهائية حتى يتم بعثها إلى «الكاف» في الموعد المحدد. - اللائحة تم إعدادها في ظرف وجيز، هل الاستعدادات ستكون كذلك؟ للأسف سيكون أمامنا معسكر إعدادي وحيد قبل السفر إلى جنوب إفريقيا نهاية الأسبوع المقبل، أي أيام قليلة بعد نهاية المعسكر يوم الخميس، لقد كنا نمني النفس بمدة أكبر حتى يكون التحضير بالشكل المطلوب وهو ما يفرض علينا أن نكون مركزين بشكل أكبر في عملنا وأن نولي الأمور الأكثر أهمية ما تستحق من الاهتمام، سنركز في عملنا على الجانبين النفسي والتكتيتي بحكم أن الجاهزية موجودة، وكل ما أتمناه هو ألا نصطدم بعائق الإصابة خلال مباريات نهاية الأسبوع الجاري. - هل يمكن القول إن تألق الرجاء سنعكس بشكل إيجابي على المنتخب؟ دعني أوضح لك أن الفرق شيء والمنتخب شيء آخر، هناك لاعبين خاصين بالفرق وليس بالمنتخبات، وهو ما لا يمنع من كون اللاعبين الذين وقع عليهم الاختيار لهم من المؤهلات ما يجعلهم يساهمون في تحقيق نتائج ايجابية، لله الحمد بين المباراة الأولى يوم 12 والثانية يوم 16 متسع من الوقت لاستعادة الأنفاس والتحضير بالشكل المطلوب للموعد الثاني، أتمنى أن يكون اللاعبون في المستوى وأن نتوحد جميعا من أجل عبور حاجز الدور الأول وبعدها سيكون لكل حادث حديث. - كيف تقرأ المجموعة التي يتواجد فيها المنتخب؟ كرة القدم الحديثة لم تعد تؤمن بمنتخبات قوية وأخرى ضعيفة، فضلا عن كوننا لا يتوجب علينا استصغار المنافسين ويفترض أن نتحلى بالحد الأقصى من الواقعية، منتخبات بوركينافاسو وزيمبابوي وأوغندا منتخبات قوية، وكل منتخب ضمن التأهل إلا ويستحق أن يضرب له ألف حساب، هذه المنتخبات لا تتوفر على عدد كبير من اللاعبين المحترفين ومنتخباتهم الأولى تتكون من اللاعبين ذاتهم، وهو معطى يتوجب علينا وضعه في الحسبان ليس تنقيصا من قيمة لاعبينا وإنما لإعطاء المنافس ما يستحق وحتى نتخذ جميع الاحتياطات الممكنة. - هل لنا بمعرفة طبيعة العقد الذي يربطك بالمنتخب المحلي؟ العقد نفسه ولا شيء تغير، عقدي مع الجامعة بصفتي مدرب وطني ينتهي شهر يونيو من السنة المقبلة، المشكل يظل نفسه وهذه الظرفية تفرض الاشتغال وعدم التطرق إلى هذه المواضيع، فضلا عن كون مناقشة بنود العقد في أسبوع غير ممكن سيما أن الوقت لا يخدم مصالحنا، الواجب الوطني يفرض انخراط الجميع للدفع بعجلة المنتخب إلى الأمام لما فيه من خدمة لكرة القدم الوطنية وبعد «الشان» سنرى كيف ستسير الأمور.