نظمت مجموعة من الفعاليات الحقوقية والجمعوية، وقفة احتجاجية يوم الاثنين الماضي أمام القصبة الإسماعيلية بمدينة تمارة، المعلمة التاريخية الموجودة في قلب المدينة، احتجاجا على عزم السلطات منح تراخيص لبناء عمارات في محيط القصبة التاريخية، تتكون من أربعة إلى خمسة طوابق، مما سيحجبها عن أعين السكان والزوار على حد سواء، وهو ما قد يؤدي إلى طمس هوية القصبة التي تعتبر المعلمة التاريخية الوحيدة بالمدينة، والتي كانت إلى وقت قريب متنفسا سواء لسكان المدينة الذين تزايد عددهم بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، أو لزوارها من خارج المدينة، مطالبين باتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة بإعادة ترميم أسوارها، والحفاظ عليها كتراث تاريخي، شأنها في ذلك شأن باقي المعالم التاريخية في المدن المغربية الأخرى. وطالب المحتجون، الذين رفعوا لافتات تحتج على إغلاق القصبة والمسجد التابع لها في وجه الزوار، بالتصدي لمحاولات استيلاء مافيات العقار على المساحة المحيطة بالقصبة، والإسراع بترميم أسوارها التي بدأت تتآكل بشكل واضح، مع الإسراع بفتح المسجد التابع لها في وجه المصلين من أجل أداء الصلوات الخمس بشكل يومي، عوض الاقتصار على فتحه أيام الجمعة فقط، منتقدين الإجراءات الصارمة التي باتت تفرض على المصلين، من قبيل ترك بطائقهم الوطنية في باب المسجد، وضرورة الحصول على بطاقة "زائر" من أجل أداء الفريضة الدينية المتمثلة في شعائر صلاة الجمعة، بسبب استغلال القصبة من طرف جهات تابعة للقوات المسلحة الملكية. وفي نفس السياق، قال محمد زهاري، رئيس العصبة المغربية لحقوق الإنسان المنظمة للاحتجاج، إن "الموقع الاستراتيجي للقصبة بجانب شارع محمد الخامس وسط المدينة، بات يغري الكثير من المستثمرين في مجال العقار، داعيا كافة الفعاليات الحقوقية والجمعوية بالمدينة إلى الوقوف في وجه محاولات طمس تاريخ هذه القصبة، التي تعتبر من معالم المدينة التاريخية ومقصد العديد من الزوار، وإكمال عملية ترميمها التي انطلقت على عهد حكومة التناوب، داعيا السلطات المعنية إلى التراجع عن قرار منح الأراضي المجاورة لها لمستثمرين عقاريين، قد تؤدي العمارات التي يخططون لبنائها إلى حجب القصبة عن السكان، وهو ما قد يكون مقدمة لطمس تاريخ وهوية هذه القصبة". وأكدت مصادر حقوقية، في تصريحات ل"المساء"، أن العشرات من المحتجين الذين تظاهروا أمام القصبة، طالبوا بإعادة فتحها أمام الزوار، وأيضا إعادة فتح المسجد الذي يضم ضريح سيدي لحسن أمام المصلين من أجل تمكينهم من أداء الصلوات الخمس، بعد الحديث الذي سبق أن راج عن اعتزام السلطات ترميم المسجد، بعد حادثة انهيار مسجد باب البردعين بمكناس، إلا أن الأمور ظلت على حالها منذ ذلك الحين، بل زادت نسبة التضييقات على المصلين، وهو ما خلف استياء كبيرا سواء بالنسبة إلى ساكنة المدينة، أو لزوارها من خارج المدينة، خاصة وأن المسجد لم يعد يفتح أبوابه إلا من أجل صلاة الجمعة فقط.