هدمت السلطات المسؤولة بتراب سيدي مومن بالدار البيضاء، صباح أمس الثلاثاء، العديد من الدور الصفيحية، إذ تم تشريد تلك الأسر التي أكدت ل»المساء» في اتصال هاتفي بأنها تزامنا مع كتابة هذه السطور توجد في الشارع تحت رحمة التساقطات المطرية هي وأطفالها الصغار «في منظر مخزي»، تقول مصادر عاينت عملية الإخلاء التي طالت إلى حدود الآن ستة منازل بكاريان طوما وزرابة، فيما تم هدم عشرات الدور الصفيحية التي تم إخلاؤها في السابق، ضمانا لعدم استغلالها من طرف أشخاص آخرين. وأكدت المصادر ذاتها أن كاريان زرابة مازال يضم فقط ثلاث دور صفيحية، في حين أن الأسر التي تم هدم منازلها بالقوة صباح أمس صدرت في حقها أحكام بالإفراغ، في حين أن بعض الأسر المعنية أكدت أن الهدم تم دون إذن من المحكمة. وأضافت المصادر أن عملية الهدم تمت بإنزال أمني مشدد، تجنبا لأي اصطدام مع السكان الذين غالبا ما يرفضون الامتثال لهذا القرار خوفا من التشريد، وفي ظل غياب أي ضمانة من أجل الاستفادة من سكن لائق نظرا لأنهم غير محصيين. ويذكر أن أغلب المساكن العشوائية بكاريان طوما التي لم يجر هدمها لحد الآن، تتعلق بالملاكين الذين يرفضون المبالغ المالية التي عرضتها عليهم السلطات المسؤولة مقابل الاستجابة لأمر الهدم، خاصة أنهم يطالبون بالإبقاء على الأراضي التي يمتلكونها من أجل استغلالها بأنفسهم بشكل يستجيب للتهيئة العمرانية التي ستعرفها المنطقة، في إطار برنامج إعادة الإسكان. وأكد أحد الفاعلين بالمنطقة ل»المساء» أن الأحياء التي تم هدمها هي بلوك 1و 2 و4 و5 و6 و7 و8 وبلوك «ز»، وأن كل هؤلاء أجريت على وضعياتهم معاينة شفوية، واستجابوا لأمر الإفراغ على أساس أنهم تلقوا وعودا شفوية بالاستفادة وهي ما يستبعد الآن. وأضاف المصدر ذاته أن السلطات المسؤولة يجب أن تكون واعية بأمر تشريد آلاف الأسر من قاطني دور الصفيح، وهم في الغالب من الفئات الهشة التي لا تملك قوت يومها، فكيف لها أن توفر السومة الكرائية أو تقتني سكنا مناسبا بأحياء محترمة، مجددا طلبه بتعميم استفادة كل من أسماهم ب «ضحايا عمليات الهدم».