لم يدم شهر العسل بين حزب الأصالة والمعاصرة وعدد كبير من منخرطيه وأعضاء مكتبه بجماعة «سيدي الطيبي« طويلا، بعدما قرر العشرات منهم تقديم استقالاتهم من الحزب لأسباب مختلفة ومتعددة، قرروا الكشف عنها في رسالة وجهوها إلى مصطفى البكوري، الأمين العام للحزب. فمع أول محطة انتخابية داخلية يشهدها فرع الحزب في هذه المنطقة، يهتز «البام» على وقع نزيف من الاستقالات الجماعية، احتج أصحابها على ما وصفوه بالكولسة وخيانة مبادئ الحزب والقفز على الديمقراطية الداخلية لتعيين الأمين العام المحلي بدل انتخابه في أجواء تطبعها النزاهة والشفافية. وتوصلت «المساء» بعريضة مذيلة بتوقيعات فاقت المائة، ينددون فيها بخضوع عملية تأسيس المكتب المحلي للحزب لمنطق التعيينات والأوامر الفوقية ضدا على مسطرة الانتخاب، التي ينص قانون الحزب على اعتمادها خلال محطة الجمع العام، مشيرين إلى ما وقع، أول أمس، من تجاوزات خلال عملية انتخاب الأمين العام المحلي للحزب بجماعة «سيدي الطيبي»، ومحاولة فرض اسم بعينه ضدا على إرادة القواعد. واتهم المستقيلون الأمانة العامة الجهوية بالإقدام على ممارسات لا تخدم مصلحة حزب الأصالة والمعاصرة بقدر ما تسيء إليه، مضيفين أن هذه الممارسات يهيمن عليها منطق الإنزال، بغرض توجيه التصويت نحو الشخص المدعوم من طرفها، وهو ما يعصف، في نظرهم، بمصداقية الحزب، وينفر النخبة المثقفة والشباب من الانخراط في العمل السياسي، منتقدين في هذا الإطار إقحام أشخاص لهم سمعة سيئة وسوابق خلال عملية تجديد المكتب التنفيذي المحلي. في المقابل، اعتبر سعيد حروزى، الأمين العام الجهوي لحزب «التراكتور» بجهة الغرب الشراردة بني احسن، ما جاء على لسان المستقيلين مجرد ادعاءات كاذبة الغرض منها التشويش على نتائج الجمع العام الذي عرفته جماعة «سيدي الطيبي» والأجواء السليمة التي مرت فيها أشغاله. وقال حروزى إن الأمانة الإقليمية للحزب شكلت لجنة تحضيرية للتدبير المجالي بالجماعة أفرزت جمعا عاما، شارك فيه المنخرطون بشكل قانوني، وأسفر عن انتخاب 23 عضوا اختاروا من بينهم، وبطريقة توافقية، الأمين العام المحلي للحزب بالمنطقة. وأضاف «لقد انفتحنا على طاقات جديدة وكفاءات سياسية مشهود لها بالنزاهة، وهو ما أزعج من يبحثون عن التموقع ضدا على قواعد الديمقراطية الداخلية».