عاد نزيف الاستقالات ليهدد بقوة حزب الأصالة والمعاصرة بإقليمالقنيطرة، ليشمل هذه المرة فريق المستشارين الجماعيين بجماعة «سيدي الطيبي». وتأكد بصفة رسمية أن 6 منتخبين، ينتمون إلى المجلس القروي المذكور، راسلوا مصطفى الباكوري، الأمين العام لحزب «البام»، وعرضوا عليه استقالتهم الجماعية من الحزب لأسباب تنظيمية تتعلق بطريقة تدبير الحزب إقليميا. وكشف أصحاب الاستقالة، في رسالة توصلت «المساء» بنسخة منها، أنهم اضطروا إلى مغادرة حزب الأصالة والمعاصرة بعدما تمادى المكتب الإقليمي للحزب في تهميشهم وإقصائهم بدون مبرر من حضور الأنشطة المنظمة من طرفه، حسب تعبيرهم. وأضاف المنشقون عن «البام» أن إهمال قياديي الحزب الإقليميين لمطالبهم، وعدم تجاوبهم مع انشغالاتهم محليا دفعهم إلى اتخاذ هذا القرار، وقال المستقيلون، بينهم محمد أوبلخير، منسق مستشاري الحزب بجماعة «سيدي الطيبي»، وعبد الرحيم مازوز، النائب الثاني لرئيس المجلس، وعبد العزيز بودرة، نائبه الخامس، «إن أسباب تركهم للحزب لا حصر لها، ولا يمكن اختصارها فيما ذكر في الرسالة الموجهة إلى الأمين العام للحزب». وأوضح المنتخبون المستقيلون، حسب الرسالة نفسها، أن مسؤولي حزب الأصالة والمعاصرة أخلوا بالالتزامات والاتفاقات التي تعهدوا بتنفيذها مقابل التحاقهم بالحزب، وقالوا «إن من بين هذه الشروط تفعيل المكتب المحلي للحزب بجماعة سيدي الطيبي حتى يكون قريبا من السكان من أجل استقطابهم وتعبئتهم وتكوينهم وربط التواصل معهم والإصغاء إلى مشاكلهم ومتطلباتهم». وأشار محمد أوبلخير، أحد الأعضاء الموقعين على الاستقالة، إلى أنهم راسلوا قيادة الحزب بشأن هذه الاستقالة منذ شهر فبراير الماضي، دون أن يتلقوا منها أي رد، مضيفا أن المستقيلين لم يعودوا يطيقون سياسة الإقصاء الممارسة في حقهم، مؤكدا أن مغادرتهم لحزب «البام» كانت إجبارية بسبب سلوكات، قال إنها «تتنافى» مع مبادئ الحزب وقيمه. وينتظر، حسب مصادر مطلعة، أن يلتحق الأعضاء المستقيلون بحزب الحركة الشعبية، الذي ينتمي إليه محمد كني، رئيس جماعة سيدي الطيبي، قادما إليه من حزب العدالة والتنمية، الذي نجح باسمه المستشارون الستة المغادرون لحزب الجرار، مشيرة إلى وجود اتصالات قوية بين الجانبين، وصلت إلى حد الاتفاق النهائي، وفق المصادر نفسها. في المقابل، نفى سعيد حروزى، الأمين العام الجهوي لحزب الأصالة والمعاصرة بجهة الغرب الشراردة بني احسن، جملة وتفصيلا قيام مسؤولي الحزب الإقليميين بتهميش المستشارين سالفي الذكر، وأضاف، أن حزبه الذي يتميز بقوة تنظيمه في إقليمالقنيطرة، حريص على إشراك جميع أعضائه ومنخرطيه والمتعاطفين معه في تدبير الشأن الحزبي بالمنطقة، وختم قائلا «لا نمارس الإقصاء ضد أي أحد كان، وباب النضال مفتوح أمام الجميع، وأنشطتنا يستدعى إليها الجميع، أما القول بوجود تهميش وإخلال بالوعود فذلك مجرد ادعاء باطل لا أساس له من الصحة».