كلما وقفت شاحنة من الوزن الثقيل محملة بحاوية، ينتاب عبد القادر، مواطن بالدار البيضاء، الخوف والرعب، بسبب الحوادث الكثيرة التي تقع بسبب سقوط الحاويات على السيارات على حين غفلة. ليس عبد القادر وحده من ينتابه هذا الشعور، بل هناك أيضا الكثير من السائقين في الدار البيضاء أصبحوا يفضلون فسح المجال أمام شاحنات الوزن الثقيل المحملة بالحاويات خوفا من وقوع أي مكروه. آخر الحوادث التي تسببت فيها الحاويات في الدار البيضاء وقعت الثلاثاء الماضي بشارع مولاي اسماعيل، وكادت تتسبب في وقوع كارثة. ملف الشاحنات ذات الوزن الثقيل المحملة بالحاويات في الدار البيضاء أصبح يطرح نفسه بشكل كبير، خاصة أمام تزايد عدد السيارات في المدينة بشكل فظيع، إذ أصبحت أصوات كثيرة تطالب بعدم السماح للشاحنات ذات الوزن الثقيل بالتجول في وسط المدينة وفي المناطق المحيطة بها، لأنها تزيد من حدة الاكتظاظ الذي تعرفه الشوارع، وهو ما ينتج عنه وقوع حوادث سير. وليست هذه المرة الأولى التي تطرح فيها قضية شاحنات الوزن الثقيل المحملة بالحاويات، بل تثار في كل مرة يؤكد فيها المسؤولون على ضرورة إيجاد حل لهذه القضية، لأن ذلك لا يغادر قاعات الاجتماعات. وإذا كان العديد من المواطنين يلصقون التهمة بشكل مباشر بسائقي الشاحنات، على اعتبار أنهم لا يحكمون تثبيت الحاويات، فإن مصطفى الكيحل، رئيس الفيدرالية الوطنية لمهنيي النقل يذهب، في تصريح ل"المساء"، أبعد من ذلك، مؤكدا أن المسؤولية عن هذه الحوادث تتحملها الشركات والإدارات المعنية والوزارة الوصية على القطاع والأجهزة الموكول إليها المراقبة، وقال: "إن السائق مجرد عامل بسيط ينفذ تعليمات من يشغله، كما أن العديد من السائقين يتعرضون إلى التعسف في حالة ما إذا دخلوا في نقاش مع مشغليهم بخصوص هذه الحاويات". وأضاف أنه إذا كانت مدونة السير تتحدث عن مبدأ تحديد المسؤوليات في وقوع حوادث السير، فلابد أن يتم فتح تحقيق في أي حادثة تسببت فيها الحاويات لمعرفة الجهة التي تتحمل المسؤولية، وقال: "لابد من اتخاذ الإجراءات اللازمة في حق من يتسببون في وقوع هذه الحوادث ومن يتعسفون على حقوق العمال". وأوضح المتحدث ذاته أنه حان الوقت لتحديد أماكن خاصة لمرور شاحنات الوزن الثقيل، لتجنب حوادث السير ولإحداث مرونة أكبر في حركة السير والجولان، مؤكدا أن هذه القضية سبق أن تم طرحها في أكثر من مناسبة، لكن دون جدوى، وتابع قائلا: "هناك مجموعة من المشاريع المتعلقة بشاحنات الوزن الثقيل، لكنها تبقى في مجملها وسيلة لامتصاص غضب المهنيين، لأنه لا يمكن حاليا القيام بأي إصلاح دون التفكير في المهنيين". واعترف مصطفى الكيحل أن مجموعة من الحاويات لا يتم تثبيتها بإحكام، الأمر الذي يهدد سلامة المواطنين في الدارالبيضاء، مما يستدعي ضرورة الحزم في هذه القضية، لأن الأمر يتعلق بحياة المواطنين. الإشكالية المرتبطة بالشاحنات المحملة بالحاويات في العاصمة الاقتصادية أصبحت تشكل هاجسا كبيرا في العاصمة الاقتصادية، مما يتطلب فتح نقاش جدي في هذه القضية التي أصبحت تهدد سلامة السائقين والمواطنين عموما، كما أنها تزيد من حدة أزمة السير والجولان في المدينة.