أجهز حريق مهول شب في مركب تجاري بالقرب من وسط مدينة فاس، في وقت متأخر من ليلة الاثنين/الثلاثاء، على عشرات المحلات التجارية به. وعاشت ساكنة حي الملاح ليلة رعب بسبب انفجارات قنينات الغاز التي كانت متواجدة بهذه المحلات. وخلفت الحرائق خسائر كبيرة في ممتلكات التجار بهذا «المركب التجاري»، المعروف بتسمية «طالع أوهابط»، ما أدى إلى تسجيل حالات إغماء في صفوف البعض منهم، وكان من الحالات الصادمة حالة سيدة نقلت على عجل إلى قسم المستعجلات في المستشفى الجامعي، أغمي عليها بعدما شاهدت محلا تجاريا لابنها يتحول إلى ركام من الرماد، وهو المعيل الوحيد للعائلة. وقالت مصادر «المساء» إن الحرائق لم تخلف أي خسائر في الأرواح، وأرجعت السبب إلى نشوب الحريق في وقت متأخر من الليل. واستنفر الحريق السلطات المحلية والأمنية، حيث حضر والي جهة فاس، محمد الدردوري إلى عين المكان، وتتبع عمليات تدخل عناصر الوقاية المدنية من أجل السيطرة على الوضع في المركب المجاور لحي الملاح، ذي الكثافة السكانية المرتفعة، والمعروف ببناياته المتلاصقة. واستغرقت عمليات إخماد الحرائق ما يقارب الساعتين، تمكن خلالها رجال الإطفاء من القضاء نهائيا على الحرائق التي زاد من لهيبها وجود مواد مشتعلة بعدد من المحلات التجارية. وقدرت المصادر عدد المحلات التجارية التي التهمتها نيران الحرائق المشتعلة بحوالي 350 محلا. وذكرت المصادر أن السلطات فتحت تحقيقا لمعرفة أسباب هذا الحريق، دون أن تستبعد المصادر ذاتها ترجيح فرضية تماس كهربائي ناجم عن التساقطات المطرية الغزيرة التي تعرفها جهة فاس في الأيام الأخيرة.