بعد ما يقرب من 3 سنوات من التخفي، وارتكاب عدة جرائم اغتصاب واعتداء عن طريق التهديد بالسلاح الأبيض، أسقطت عناصر تابعة لدرك سيدي حرازم بجماعة قروية بضواحي فاس، يوم الأربعاء، أخطر مغتصب للنساء بفاس ومكناس وتازة. وتقاطرت، الثلاثاء الماضي، على ولاية أمن فاس عدد من النساء الضحايا ممن سبق لهن أن تقدمن بشكايات في عدة مناطق ومدن بالجهة، فيما سجلت أثناء عمليات الاستماع إليهن حالات إغماء، لما تمت مواجهتهن بهذا «الوحش الآدمي»، حسب تعبيرهن. وعادت حالات الإغماء لتطارد الضحايا، أمس الجمعة، في قلب محكمة الاستئناف بفاس أثناء تقديم المتهم في حالة اعتقال للمثول أمام الوكيل العام للملك، وبجانبه الضحايا. ولم يسلم من اعتداءات المتهم، حسب مصادر مطلعة، مستشارات جماعيات، إحداهن تعمل في إحدى جماعات صفرو القروية. وظهر بأن الضحايا هن نساء متزوجات، وفتيات قاصرات. ويستعمل المتهم، حسب أقوال الضحايا، سيارة، حيث يستل مادة مخدرة، يعمد بها إلى تخدير الضحايا، وهن في انتظار وسيلة نقل، غالبا في أماكن لا يرتادها الناس بشكل كبير، قبل أن يفر بهن إلى أماكن مهجورة، ومعه سلاح أبيض من الحجم الكبير. ويقوم المتهم بسرقة كل ما بحوزتهن من حلي ومجوهرات، وهواتف نقالة، ومبالغ مالية، وينزع عنهن ملابسهن، ثم يغتصبهن، ويتركهن عراة في أماكن مهجورة. وكان عدد من الضحايا قد تقدمن منذ سنوات بشكايات إلى دوائر أمنية ومقرات تابعة لدرك كل من فاس ومكناس، يقدمن فيها تصريحات تتحدث عن شخص يبلغ من العمر أكثر من 50 سنة، مما دفع السلطات الأمنية، إثر تناسل الشكايات، إلى إعلان حالة استنفار للقبض على أخطر مغتصب للنساء، بينما قالت إحدى الضحايا إن ملفاتهن كادت تتعرض للحفظ بسبب عدم التوصل إلى اعتقال المجرم. وقالت إحدى المستشارات الجماعيات، التي اتهمته بالاختطاف ومحاولة السرقة بالتهديد واستعمال السلاح الأبيض، ومحاولة الاغتصاب، إن ترددهن المستمر على الإدارات المعنية، للمطالبة باعتقال المجرم، زاد من استنفار السلطات الأمنية بتنسيق مع النيابة العامة. وقادت التحريات إلى أن هذا المغتصب، الذي كان يقطن بأحد أحياء فاس، هاجر مسكنه خوفا من الملاحقة الأمنية، وقرر استغلال خربة بجماعة «عين البيضا» لمواصلة أعمال اغتصابه، مما دفع رجال الدرك إلى تخصيص «كومندو» مكلف بتنفيذ مهمة الاعتقال، حيث ضبط المتهم وهو يحاول اغتصاب فتاة قاصر عمد إلى اختطافها بنفس الطريقة. وحكت سيدة مطلقة، في تفاصيل صادمة، أن المغتصب اختطفها في منتصف النهار، وفر بها إلى خلاء بمنطقة سيدي حرازم، حيث قام بسبلها كل ما بحوزتها من أمتعة ومجوهرات، وأموال، ونفذ اغتصابه في حقها ببرودة، وهو يسخر منها، واعتدى عليها بمؤخرة سلاحه الأبيض. وقالت هذه السيدة إنها نجت من محاولة اغتصاب ثانية للمتهم بعدما تمكنت من الفرار شبه عارية وحافية القدمين، في أحراش المنتجع، متوجهة إلى منزلها، قبل أن تقرر الذهاب إلى أقرب دائرة أمنية، ومن ثمة إلى مصلحة الشرطة القضائية التي تكلفت بتجميع شكايات الملف.