تضاعف عدد السيارات في الدار البيضاء في العشرية الأخيرة بشكل لافت، ففي الوقت الذي لم يكن عددها يناهز 300 ألف سيارة في بداية الألفية الحالية، وصل العدد حاليا إلى أزيد من مليون و200 ألف سيارة، الرقم المرعب لعدد السيارات في الدار البيضاء أصبح يثير الكثير من الإشكاليات المرتبطة بالنقل والتنقل وعلى رأسها إشكالية مرائب السيارات. ورغم الارتفاع المهول الذي عرفه عدد السيارات في العاصمة الاقتصادية، فإن ذلك لم يواكبه إنجاز مرائب للسيارات، لاسيما في النقاط الحساسة، حيث يجد المواطن البيضاوي نفسه في معاناة يومية من أجل إيجاد مكان لركن سيارته، وهو المشكل الذي أصبح يدفع الكثيرين إلى استعمال الطرامواي، بدل الدخول في مغامرة البحث عن مكان فارغ وسط المدينة أو المعاريف، حيث إن مجموعة من المواطنين يتركون سياراتهم أمام محطات الطرامواي بدون أي حماية، على اعتبار أن معظم حراس السيارات في المناطق المجاورة ل "الطرامواي" يغادرون مباشرة بعد غروب الشمس. وعلمت "المساء" أنه سيتم في الأسابيع المقبلة إحداث مواقف منظمة للسيارات بالقرب من المحطات النهائية ل"الطرامواي"، وحتى وإن تم إنجاز هذه المواقف فإنها تبقى حلا مؤقتا، على اعتبار أن الدار البيضاء تعيش أزمة حقيقية في ظل قلة مرائب السيارات المنظمة. الإشكال المرتبط بقلة مرائب السيارات يثير الكثير من المشاكل، ويزيد من حدة الاكتظاظ الذي تعرفه شوارع المدينة، إذ أن مجموعة من السائقين يضطرون إلى ركن سياراتهم في وضعية غير قانونية، مما يضيق مساحة الشارع، وفي هذا السياق قال مصدر ل"المساء" إن شوارع الدار البيضاء لا يمكن أن تستوعب عدد السيارات، ولتجاوز مشكلة النقل والتنقل في المدينة لابد من معالجة شمولية تستحضر مشكل مرائب السيارات والحافلات التي تجوب الشوارع، إضافة إلى ضرورة إيجاد حل للحركة التجارية في بعض الشوارع، مما يتطلب منظومة متكاملة، ومعالجة شمولية لمشكل النقل في المدينة". وفي كل مرة يقدم المسؤولون المحليون والمنتخبون في الدار البيضاء وعودا بإنجاز مرائب للسيارات، بل هناك من ذهب إلى حد الحديث عن إنجاز مرائب تحت أرضية، تسمح بركن حوالي 2000 سيارة، ستتكلف بإنجازه المجالس المنتخبة للمدينة (العمالة والجهة والمدينة) إضافة إلى الدعم الذي ستقدمه الدولة. وفي انتظار تحقيق هذه الوعود يظل السائقون في الدار البيضاء يعانون يوميا من قلة المرائب، والمشكل لم يعد يقتصر فقط على المناطق التي تعرف حركية كبيرة، بل امتد أيضا إلى مجموعة من المناطق المحيطية، حيث لم يعد العديد من المواطنين يجدون أماكن لركن سياراتهم، كما أن العديد من السيارات تتم سرقتها، بسبب عدم وجود مرائب قانونية للسيارات. ويؤكد بعض المواطنين أن غياب مرائب للسيارات في مدينة من حجم الدار البيضاء يزيد بدوره من المشاكل الكثيرة التي تعانيها المدينة، مؤكدين أنه حان الوقت للتفكير الجدي في إحداث مرائب في كل مناطق الدارالبيضاء. فهل سيفتح خالد سفير، الوالي الجديد للدار البيضاء، هذا الملف، أم أنه مقدر للبيضاويين أن يعيشوا عذابا يوميا مع قلة مرائب السيارات في أكبر مدينة بالمغرب.