عندما تزور الدارالبيضاء، وتتمعن في شوارعها المكتظة، ويطول بحثك عن مكان لركن سيارتك، فإن أول ما تفعله هو البحث عن أحد المرائب الخاصة، التي بدأ عددها يتزايد وسط المدينة. يشهد موقف السيارات "مرموز"، الواقع في شارع مصطفى المعاني، ويعود تاريخ إنشائه إلى الستينيات، إقبالا و توافدا كبيرين من طرف أرباب السيارات والشاحنات. يتكون من أربعة طوابق، بالإضافة إلى الطابق الأرضي، وتحت الأرضي، مساحته الواسعة تمكنه من استقبال 90 سيارة في اليوم، حسب ما صرح به "علي"، أحد حراس السيارات بالموقف المذكور، مشيرا إلى أن تسعيرة ركن السيارة داخله خلال النهار تبتدئ من 500 درهم شهريا، حسب نوعية السيارة وحجمها والمدة التي ستقضيها في المرآب، أما التسعيرة في الليل فتبلغ 700 درهم، وأكثر. أغلب زبناء المرآب سكان المنطقة أوالعاملون بالمؤسسات الموجودة بالقرب منه. يقول "علي" إن أجره لا يتعدى درهمين ونصف الدرهم للساعة، ولا يزيد عدد الساعات التي يشتغلها خلال اليوم عن ثماني ساعات، أي بمعدل 20 درهما في اليوم.. ورغم هزالة الأجر، فإن أمثال "علي"، الذين يشتغلون في حراسة السيارات، وفي بعض الأحيان يقومون بغسلها، كثيرون، سيما بعدما تزايد عدد المرائب الخاصة في العاصمة الاقتصادية. وعزا عامل بمرآب بشارع الحسن الثاني تزايد عدد المواقف الخاصة للسيارات في الآونة الأخيرة إلى أشغال الترامواي بالدارالبيضاء، التي تتسبب في مشاكل حقيقية لأصحاب السيارات، بسبب تراجع عدد الأماكن الشاغرة، وسط المدينة، لركن العربات. وأكد مجموعة من السائقين أن عدد مواقف السيارات في البيضاء مازال قليلا وغير كاف لاستقبال الآلاف من السيارات التي تجوب شوارع هذه المدينة العملاقة. وقال مصطفى الدحماني، زبون لموقف السيارات "مرموز" إنه يدفع 600 درهم للشهر مقابل ركن سيارته، وهو قدر مالي مهم، يوثر على ميزانية العائلة، حسب تعبيره. أما خالد الشهابي، حارس سيارات بشارع موديبوكيتا، بعمالة الفداء درب السلطان، فأوضح ل"المغربية" أن عدد السيارات، التي تتوافد على الشارع في اليوم، يفوق 100 سيارة، ولا يتعدى ثمن وقوف السيارة، في أغلب الأحيان، درهمين، مؤكدا أن سوق القريعة، الذي يتوافد عليه الناس من كل مكان، موقع استراتيجي ومربح، رغم وجود بعض الإكراهات، مثل كثرة حراس السيارات غير المرخص لهم بالاشتغال. وأوضح خالد أنه يحصل يوميا على 200 درهم. ويساهم الإقبال المتزايد على مواقف السيارات، في انتعاش مهن موازية، مثل غسل السيارات، وبيع بعض اللوازم، مثل المناديل والمعطرات وإكسسوارات السيارات..